رغم منعه قانونا، إلا أن الكثير من السائقين للأسف الشديد يحتالون لأجل الحديث في الهاتف النقال، أثناء القيادة، بعضهم يفعل ذلك مباشرة، ويرد على كافة المكالمات التي ترده، إضافة إلى إجرائه لكل ما يريد من اتصالات، وبعضهم الآخر يحاول التحايل على الإجراء القانوني الصارم في هذا الإطار، من خلال استعمال سماعات الأذن التي يعتقد البعض أن قرار المنع لا يشملها، وبذلك فإن كثيرين ينتهكون هذا القانون يوميا بصورة ملفتة للنظر، رغم أن القانون واضح في هذا الشأن، ويتعين على كل من يريد إجراء مكالمة أو الرد على إحداها، أن يقف على جانب الطريق، ويجري اتصاله بهدوء، دون أن يقوم بتعريض نفسه وتعريض الآخرين إلى الخطر· وبغض النظر عن الإجراءات القانونية الصارمة فيما يخص منع الحديث في الهاتف النقال أثناء القيادة أيا كانت المبررات، فإن هذا المنع لم يأت من فراغ، وهو يشكل الكثير من المخاطر المختلفة، حتى ولو برر بعض السائقين فعلهم ذلك، بأنهم يستعملون سماعات الأذن، وأنه لا وجود لأي خطر في ذلك، فحسب دراسة علمية حديثة أجريت من طرف مجموعة من العلماء لدراسة أثر الهواتف النقالة على سائقي السيارات، إلى أن السماعات التي تستخدم بدلا من إمساك النقالات باليد أثناء القيادة، لها نفس المخاطر على حياة السائق لما قد يسببه الانشغال بالهاتف من حوادث· ووجد العلماء أن التحدث بحد ذاته، هو ما قد يتسبب بحوادث مرورية، وذلك بعكس الاعتقاد السائد أن السماعات التي تُوضع مباشرة في أذن المتحدث هي أكثر أمنا من إمساك الهاتف باليد أثناء القيادة، وأشار العلماء إلى أن إجراء مكالمة هاتفية أو استلام مكالمة قد يصرف العقل عن التفكير، ويشغله بأمور أخرى· وذكرت دراسة صادرة عن جامعة يوتاه الأمريكية، أن السائقين المنشغلين بمكالمات هاتفية أكثر عرضة للحوادث من غيرهم ممن يتكلمون مع شخص معهم في السيارة· وقال دايفيد ستراير، المسؤول عن الدراسة في جامعة يوتاه، (لا تهم الطريقة التي يتكلم بها السائق في الهاتف، لأنها كلها تؤدي إلى نفس النتيجة)· وكانت الدراسة التي قام بها ستراير قد أثبتت أن تحدث السائق مع راكب آخر، أقل خطورة من التحدث عبر الهاتف، وذلك لأن الراكب قد يساعد السائق في التنبه إلى مفاجآت الطريق· ومن العوامل التي يصاب بها السائق أثناء تحدثه عبر الهاتف، تأخر ملحوظ في ردات الفعل، والانحراف بين مسارب الطريق، بالإضافة إلى إبطاء سرعة المركبة إلى ما دون الحد الطبيعي، واحتمال تجاوز إشارات مرورية أو الإغفال عن إشارات أخرى هامة· وقالت إحدى المشاركات في إعداد الدراسة، إنه (حتى لو كانت يدي السائق على مقود السيارة، فإن تفكير السائق سيظل في المكالمة)، وكانت المتحدثة، قد دعت المشرعين في 50 ولاية أمريكية إلى منع ركاب الدراجات النارية من استخدام الهواتف المتحركة· وقامت دراسة أخرى بمقارنة التحدث عبر الهاتف بالإفراط في شرب الكحول، فيما أشارت دراسة صادرة عن مركز هارفرد لتحليل مخاطر الهواتف النقالة، إلى أن 6 في المائة من حوادث السيارات سببها الهواتف النقالة، وهي التي أدت إلى وفاة أكثر من 2600 شخص·