رغم الإجراءات الصارمة التي اتخذتها السلطات على اثر تعديل قانون المرور الجديد، والعقوبات الصارمة التي تواجه سائقي السيارات الذين يتم ضبطهم يتحدثون عبر الهاتف النقال أثناء القيادة، والتي قد تصل إلى حد السحب الكلي لرخصة السياقة، فإن هنالك الكثير من السائقين ممن لا يتمكنون من تطبيق هذه التعليمات، ولا يتمكنون بالتالي من احترام الإجراءات القانونية الصارمة والواضحة في هذا الشأن، تختلف تبريراتهم وأسبابهم، ولكنها تصب كلها في خانة عدم قدرتهم على الاستغناء عن الهاتف النقال حتى أثناء القيادة، ووجود بعض المصالح التي تجعلهم ملزمين بالرد على الهاتف النقال، مع أن في ذلك تهديدا حقيقيا على حياتهم وحياة بقية السائقين أو المارة والراجلين. ولعل هذا ما يدفع الكثير منهم إلى ابتكار بعض الحيل والخدع للتحايل على القانون وعلى أعين رجال الأمن، وحتى على أنفسهم، حيث يوهمون أنفسهم أنهم لا يشكلون خطرا حقيقيا، وأنهم قادرون على الانتباه جيدا، مع أنهم يدركون أنهم يخالفون القانون في كل الأحوال. بعض هؤلاء يلجأ إلى سماعات الأذن الخاصة بالهاتف النقال كحل مثالي وأول للحديث والإجابة عن كل مكالماتهم الهاتفية دون إثارة انتباه أعوان الأمن ودوريات المراقبة التي تنتشر من حين إلى آخر عبر الطرقات السريعة، وحيث أن البعض منهم يتركه باديا للعيان، ويبرر ذلك حسب احدهم، بأن سماعات الأذن تسمح له بتركيز الانتباه على الطريق أكثر من مسك الهاتف النقال، رغم انه من الصعب التركيز على أمرين اثنين في الوقت ذاته، أما آخرون فإنهم يحاولون إخفاءها بين ملابسهم، وعدم تركها بادية، أو اللجوء إلى تقنية البلوتوث التي تنتشر كثيرا بين السائقين وملاك السيارات. أما البعض الآخر فانه يلجأ إلى تقنية مكبر الصوت في هواتفهم النقال، وهو ما يسمح لهم بالحديث مباشرة والرد على كافة مكالماتهم، دون إثارة الانتباه ودون التشويش على أنفسهم أو على الآخرين، وهي طريقة يعتبرها بعض السائقين سهلة ومثالية للغاية، رغم أنها قد تساهم مع كل ذلك في تشتيت انتباهم، خاصة إذا كانت المكالمات الهاتفية تحمل أخبارا غير سارة، أو أنها قد تتسبب في شجارات بين السائق وبين من يحدثونه عبر الهاتف. من ناحية أخرى فإن هنالك من لا يبالي إطلاقا، ولا يلجأ إلى أية حيلة من الحيل التي سبق ذكرُها أو حيل أخرى، فيقوم بالرد مباشرة على الهاتف النقال، فيما يقوم بمحاولة مراقبة الطريق وحراسة نفسه من أعوان الأمن أو الحواجز الأمنية المختلفة، مع أن كثيرا منهم يقع في قبضة هؤلاء ويتسبب لنفسه في مشاكل لا أول لها ولا آخر، مع أن الطريقة سهلة وغير محتاجة إلى كل هذه العراقيل التي يضعها السائق لنفسه، وهي ركن سيارته بهدوء على جانب الطريق والإجابة على كافة مكالماته ثم الانطلاقة من جديد بكل هدوء.