ورد في القرآن الكريم: الإفراد في المشرق والمغرب كما في قوله تعالى : ( رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ) ووردت التثنية ، كما في قوله تعالى : ( رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ) وورد الجمع ، كما في قوله تعالى : ( فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ ) قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : يعني مشرقي الصيف والشتاء ، ومغربي الصيف والشتاء ، وقال في الآية الأخرى : ( فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ ) وذلك باختلاف مطالع الشمس وتنقّلها في كل يوم وبروزها منه إلى الناس ، وقال في الآية الأخرى : ( رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ) ، وهذا المراد منه جنس المشارق والمغارب. اه. وقال الإمام البخاري : وقال بعضهم عن مجاهد : ( رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ ) : للشمس في الشتاء مشرق ومشرق في الصيف. اه. وقال الإمام البغوي : ( رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ) أراد به جهة المشرق وجهة المغرب. وقوله : ( رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ) أراد مَشرق الشتاء ومشرق الصيف ، وأراد بالمغربين مغرب الشتاء ومغرب الصيف. وقوله : ( بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ ) أراد الله تعالى أنه خلق للشمس ثلثمائة وستين كوة في المشرق وثلثمائة وستين كوة في المغرب على عدد أيام السنة تطلع الشمس كل يوم من كوة منها وتغرب في كوة منها لا ترجع إلى الكوة التي تطلع الشمس منها من ذلك اليوم إلى العام المقبل فهي المشارق والمغارب ، وقيل : كل موضع شرقت عليه الشمس فهو مشرق وكل موضع غربت عليه الشمس فهو مغرب ، كأنه أراد رب جميع ما شرقت عليه الشمس وغربت. اه.