العطلة الشتوية برمجت في الأصل لراحة الأطفال من اجل استعادة نشاطهم بعد فصل دراسي شاق ومتعب إلا أن بعض الأطفال أو بالأحرى أوليائهم لا يعرفون معنى للعطلة، بحيث راح بعض الأطفال ومنذ انطلاق الأيام الأولى من العطلة الشتوية إلى اختيار الشوارع كأماكن مفضلة للعبهم ولهوهم والأدهى من ذلك أنهم باتوا يستعينون بوسائل حادة في لعبهم. نسيمة خباجة وهم غالبا ما يصنعونها بطريقة يدوية وبالاعتماد على بعض الوسائل كالبلاستيك والخشب والمطاط على غرار "التاربولات" كلعبة خطيرة على الأطفال إلا أن فئات واسعة منهم تحبذها وعادة ما يتحججون باستعمالها في صيد الحمام إلا أن بعض الأطفال المشاغبين يستعملونها عادة في رشق بعضهم البعض بالأحجار، وللكل أن يتصور الخطورة التي تتربص بالأطفال في تلك الأثناء خاصة وأنها لعبة خطيرة أدت في الكثير من الأحيان إلى فقدان البصر بالنظر إلى طريقة رشقها ووصولها إلى أمتار معتبرة إلا أننا نجد حضورها القوي بين الأطفال إلى غيرها من الألعاب الأخرى يدوية الصنع، لاسيما خلال هذه العطلة بحيث تصدرت مساحات الأحياء في غياب رقابة الأولياء، حتى باتت العطلة مرادفة للصخب والفوضى وهي المظاهر التي يخلقها هؤلاء الأطفال على مستوى الشوارع طوال اليوم دون أدنى احترام لأوقات الراحة على غرار الفترة الصباحية وفترة ما بعد الزوال. ويعود السبب إلى عدم برمجة أوقات للعب من طرف الأولياء وكذا غياب رقابتهم التامة وأضحى كامل اليوم مخصصا للعب حتى يتناسى الطفل اخذ وجباته الغذائية وما يترتب عنها من إنهاك وتعب، ولا تخرج يوميات العطلة لدى اغلب الأطفال عن التسكع بين الشوارع والركض والجري والشغب واستعمال وسائل خطيرة في اللعب، ويبرر بعض الأولياء ذلك في غياب الفضاءات المخصصة للطفل على مستوى الأحياء والبلديات مما يدفع الأطفال دفعا إلى الشوارع للهو وتمضية الوقت خلال العطلة وفي آن واحد اكتساب بعض العادات المشينة التي تنقلب سلبا على سير الأطفال بسبب الاختلاط ورفقة السوء. كما أن قلة المداخيل لا تساعد العائلات على برمجة جولات ترفيهية للطفل يستعيد بها نشاطه الذهني والنفسي وتستغرق كل أيام العطلة في اللعب المتهور والقفز بين الشوارع مما يؤدي إلى عودة الأطفال وهم منهكين إلى مقاعد الدراسة بدل استعادة نشاطهم والعودة بقوة لمزاولة الدروس. في هذا الصدد اقتربنا من بعض المواطنين من اجل رصد آرائهم وكذا الوقوف على كيفية قضاء أبنائهم للعطلة الشتوية قالت السيدة ربيعة أم لثلاثة أطفال أنها بالفعل تدهش للعائلات التي تطلق العنان للأبناء مما يسهل لهم المكوث في الشوارع طوال اليوم دون حسيب أو رقيب وينطلقون في تلك الأفعال الطائشة واستعمال وسائل حادة في لعبهم حتى أن طريقة لعبهم تكون متهورة مما يؤدي إلى سقوطهم وإصابتهم بحوادث خطيرة، ناهيك عن رفقة السوء لتضيف أنها تعكف على تنظيم أوقات أبنائها في العطلة وتقسمها بين اللعب والراحة في الأسبوع الأول، ومراجعة الدروس في الأسبوع الثاني من اجل إعادتهم إلى أجواء الدراسة وتفادي نسيانها وتضييعها بعد صب اهتمامهم باللعب واللهو مثلما نراه عند الكثير من الأطفال دون أدنى اهتمام من الأولياء. نفس ما راح إليه السيد عثمان الذي قال أن وضعية الأطفال في الوقت الحالي تدعو إلى دق ناقوس الخطر بالنظر إلى اللامبالاة وعدم الاهتمام بهم من طرف أوليائهم، بحيث يقذفون بهم إلى الشوارع من اجل ضمّهم، وللكل أن يتخيل ما يتربص بهم على مستواها من كل جانب وأضاف أن السبب يكون كذلك على عاتق بعض الهيئات الإقليمية في ظل عدم توفر فضاءات للأطفال من اجل استغلال العطلة في الراحة وتوسيع المعارف في إطار تنظيم رحلات سياحية إلا أن ذلك الجانب هو غائب مما أدى إلى ملازمة الأطفال للشوارع خلال كامل أيام العطلة بكل ما تضمه من طيش وتهور.