يبدو أن المدة الطويلة لعطلة الصيف جعلت الأولياء يتناسون الدخول المدرسي بدليل استمرار ظاهرة مكوث الأطفال بالشوارع إلى وقت طويل وسهرهم إلى الساعات الأولى من اليوم الموالي بكل ما يتربص بهم خارج البيت من مخاطر قد تلحقهم، الأمر الذي ينهك قواهم ويجعلهم غير مهيئين لا نفسيا ولا بدنيا للعودة إلى الفصول الدراسية. نسيمة خباجة وإذا كان هو ذلك الريتم المألوف خلال كامل العطلة الصيفية من غير المعقول الالتزام به حتى بعد الدخول المدرسي الأمر الذي يؤثر من دون شك في التحصيل العلمي للتلميذ بعد عودته في حالة كسل وخمول إلى المدرسة. لكن هناك عائلات ولحسن الحظ منعت الشارع عن أبنائها أسبوعا قبل الدخول المدرسي لاستعادة قواهم والتحضير قليلا للدراسة سيما وان العطلة أبعدتهم نهائيا عن الجو الدراسي، فأبت تلك العائلات إلا إعادة إدماجهم في تلك الأجواء خلال الأسبوع الأخير قبل استئناف الدراسة خوفا من نسيان الجو الدراسي، على خلاف عائلات أخرى التي أطلقت الحبال للأبناء وتركتهم في حضن الشوارع إلى ساعات متأخرة طوال فترة الصيف وبقوا على نفس الوتيرة مما جعلهم يعودون إلى مقاعد الدراسة وقواهم منهكة بل حتى هناك من امتنعوا عن الوفود إلى المدرسة في اليوم الأول واستعصى عليهم النهوض بعد السهر المتواصل طيلة الأسبوع الذي سبق الدخول المدرسي. تستمر ظاهرة مكوث الأطفال بالشوارع لوحدهم على الرغم من المخاطر التي تتربص بهم هناك على غرار التحرش الجنسي وكذا احتمال تعرضهم للخطف من اجل تصفية حسابات أو طلب فدية من الأولياء فمهما رحنا أو عدنا فهم غير مميزين ومن السهل جدا التلاعب بعواطفهم واستغلال عفويتهم وبراءتهم، ناهيك عن الإزعاج الذي يسببونه للآخرين وهم على مستوى الشوارع والصراخ المنطلق من أفواههم أثناء لعبهم بما لا يتوافق مع طبيعة الدخول الاجتماعي واستئناف الكل لعملهم بعد انتهاء الفترة الصيفية التي تستلزم الخلود المبكر إلى النوم لاستعادة النشاط واستئناف العمل في اليوم الموالي. والمسؤولون بالدرجة الأولى عن تصرفات أبنائهم هم الأولياء بالنظر إلى انعدام رقابتهم وكذا إهمال بعضهم لأبنائهم وتركهم بالشوارع إلى أوقات متأخرة من الليل قبيل الدخول المدرسي بأيام قلائل دون أدنى اعتبار للتأثير السلبي لذلك على تحصيلهم العلمي مما يجعلهم يتكاسلون في العودة إلى مقاعد الدراسة بل ويمس ذلك الكسل كامل فترة الأسبوع الأول سيما وان هناك من يستمرون في اللعب واللهو خلال الأيام الأولى من استئناف الدراسة علة الأولياء في ذلك عدم استئناف البرامج الدراسية وان الأسبوع الأول هو أسبوع لتحضير الأدوات المدرسية لا غير مما يجعلهم يطلقون الحبال لأبنائهم من اجل مواصلة اللعب. في هذا الصدد اقتربنا من السيدة "ص. وفاء" معلمة في الطور الابتدائي فقالت انه بالتأكيد التلاميذ في الأيام الأولى هناك من تظهر عليهم ملامح التعب ويدخلون إلى الفصول الدراسية منهكين بعد أن أثرت فيهم ساعات اللعب الطوال وكذا مكوث بعضهم إلى ساعات متأخرة من الليل بما لا يتوافق مع الموسم الدراسي الشاق والطويل الذي ينتظرهم، والسبب راجع إلى الأولياء في ظل غياب التحضير الفعلي للأبناء من اجل العودة إلى الجو الدراسي بحيث نرى الأطفال يستمرون في اللعب عبر الشوارع إلى الساعات الأخيرة التي تسبق الدراسة ولا تتاح لهم الفرصة حتى لتحضير أنفسهم من حيث الاستحمام وتجهيز الملابس بعد أن جرى في عروقهم اللعب وباتوا يسبقونه على كل شيء ولو تعلق الأمر بدراستهم.