رفض علماء الدين الحملة التي تتعرض لها المؤسسات الدينية ومنها الأزهر الشريف وعلماؤه الأجلاء، وطالبوا بنبذ الخلافات وعدم اللجوء إلى ساحات المحاكم للفصل في النزاعات الفرعية التي تتعلق بوجهات النظر المختلفة والتفرغ للدعوة ومواجهة الفكر المتطرف· وقال الدكتور شعبان إسماعيل أستاذ أصول الفقه بجامعتي الأزهر وأم القرى أن الأمة في حاجة ماسة إلى جمع الكلمة وتوحيد الصف أيا كانت اتجاهات وطوائف المجتمع لأن هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف النبيلة والخلاص من الأزمات التي نتعرض لها الآن· وأشار إلى أن معظم هؤلاء الذين يتطاولون على الأزهر وعلمائه تلقوا علومهم ومعارفهم من علماء الأزهر سواء عن طريق الدراسة الرسمية أم عن طريق أحد علمائه الأجلاء ولا يمكنهم إنكارُ ذلك وتاريخ الأزهر عبر العصور المختلفة واضحٌ وضوح الشمس والذي ينكر دور الأزهر العلمي والوطني يحتاج إلى مراجعة التاريخ الموثق الذي أقر به العالم كله حتى غير المسلمين· وأضاف أن الأزهر أنشئ وافتتح ليكون منارة علمية للعالم كله ينشر العلم الشرعي والفكر الإسلامي الصحيح القائم على الوسطية وعدم المغالاة والتطرف ولم يكن الأزهر سلبيا في الحياة العامة بل شارك فيها بدور إيجابي في الدفاع عن الوطن وعن الشريعة الإسلامية ضد الظلم داخليا وخارجيا· ويؤكد الدكتور محمد عبد الغني شامة الأستاذ بجامعة الأزهر أن معظم المتحدثين عن الإسلام ليست لديهم دراية كافية عن الإسلام وأن بعضهم قد يكون له قراءات في بعض المذاهب لا تؤهله لأن يتحدث عن الإسلام وأن الأزهر الشريف يشمل كل المذاهب وهو مرجع للحديث عن الإسلام أما كل الأصوات التي نسمعها الآن فهي تعبر عن نفسها أو عن فهمها عن الإسلام وليس لها الحق في أن تتحدث باسم الإسلام· أما الدكتور محمد نبيل غنايم رئيس قسم الشريعة بكلية دار العلوم فيؤكد أن الإسلام دين الحكمة والموعظة الحسنة وأن أمة الإسلام مطالبة بنشره وتبليغه في كل مكان كل قدر الطاقة امتثالا لقوله تعالى:(وأوحي إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولو آية· وأوضح: أن الله تبارك وتعالى أمر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكل من يستطيع ذلك فقال تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) وفضل الله تعالى الداعين إلى الإسلام والناشرين له على غيرهم من الساكتين فقال:(ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) وقاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الدعوة إلى الله ودينه فأنزل الله عز وجل فيهم :(قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ومن هذا نعلم أن مسؤولية نشر الإسلام وأحكامه والعمل على تطبيقها في كل مكان أمر إلهي وتكليف رباني ولذلك يجب على كل من يعلم أن يسعى إلى تعريف الناس به لينال أجره وثوابه·