للمسجد رسالته الروحية والعلمية، فهو بيت الله الذي تُقام فيه الصلاة، وهو جامعة للعلم والمعرفة والمساجد أحب البقاع إلى الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحب البلاد إلى الله مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسواقها».. فالمساجد أحب البلاد إلى الله لأنها بيوت الطاعات ومهبط نزول الرحمة وأساسها قائم على التقوى والأسواق أبغض البلاد إلى الله لأنها محل الغش والخداع والربا وإخلاف الوعد والإعراض عن ذكر الله. ويقول الدكتور محمد نبيل غنايم، رئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة: من أفضل الأماكن على وجه الأرض المساجد فيها يعبد الله ويوحد ويثنى عليه ويمجد وفيها يركع ويسجد له وتقام الصلوات ومجالس العلم، ولذلك كانت أحب الأماكن إلى الله، فهو المكان الذي يتصل فيه المخلوق بالخالق ومن هذه المساجد تخرَّج العلماء والفقهاء والقادة والعظماء والعبَّاد والزهاد وفيها رفعت الأيدي لرب الأرض والسماء. وأضاف: وبالرغم من أن المساجد كلها أحب البقاع إلى الله سبحانه وتعالى إلا أن هناك 3 مساجد فضلها الله على غيرها وهي المسجد الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى، كما قال رسول الله: «صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مئة ألف صلاة فيما سواه» ولذلك لم تشد الرحال إلا لهذه المساجد الثلاثة قال رسول الله: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى»، ويضاف إلى ذلك مسجد قباء في أن الصلاة فيه لها مزايا خاصة عن بقية المساجد، حيث قال رسول الله: «من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمرة». مكانة ومنزلة ومن أهمية المساجد في حياة المسلمين أنها ارتبطت بالتعليم في المجتمع الإسلامي ارتباطاً وثيقاً، فقد كان المسجد المركز الرئيسي لنشر الثقافة الإسلامية، وهو أحد أهمِّ دور التعليم واتخذ الرسول مسجد المدينة مكاناً للدراسة، حيث كان يجتمع مع الصحابة فيتلو عليهم ما ينزل من القرآن ويعلمهم أحكام الدين بالقول والعمل وظل المسجد يؤدي رسالته حتى اليوم والجامع الأزهر خير شاهد فقد خرج علماء وفقهاء أثروا العالم الإسلامي في جميع فروع الثقافة. وقال الدكتور غنايم: ومن أهمية المساجد ما جاء في ذكر السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله رجل قلبه معلق بالمساجد أي كثير التردد على المساجد ويواظب على صلاة الجماعة والمساجد بيوت الله من دخلها فقد حل ضيفاً على ربه كما قال رسول الله: «المسجد بيت كل تقي وتكفل الله لمن كان المسجد بيته بالروح والرحمة والجواز على الصراط إلى رضوان الله إلى الجنة» وهذه الضيافة تعود على المؤمنين في الدنيا بالسعادة والراحة القلبية والاطمئنان وفى الآخرة بما أعد الله لهم من الكرامة والنعيم. بيوت الله المساجد بيوت الله وهي خير بقاع الأرض وأحب البلاد إلى الله تعالى أضافها إلى نفسه تشريفاً لها وتعلقت بها قلوب المحبين لله عز وجل لنسبتها إلى ربهم قال تعالى في سورة النور: «في بيوت أذن الله أن تُرفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال. رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار. ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب». وقال رسول الله: صلى الله عليه وسلم «وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده» والملائكة تدعو للمصلي ما دام في انتظار الصلاة، كما جاء في الحديث: «ومن ينتظر الصلاة صلت عليه الملائكة وصلاتهم عليه اللهم اغفر له وارحمه». وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمساً وعشرين درجة، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحطت عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه: اللهم صل عليه اللهم ارحمه ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة»، وقال رسول الله: «إذا دخل أحدُكم المسجد فليسلم على النبي وليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليسلم على النبي وليقل: اللهم اعصمني من الشيطان» ونتيجة لفضل المساجد فقد أوجب رسول الله تحية المسجد عند دخوله فقال: «فإذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين». ومن فضل المساجد أنها تؤكد التواد والمحبة بين الناس لأن ملاقاة الناس ومصافحتهم لبعضهم بعضاً داخل المسجد وعقب كل صلاة توجب المحبة والمودة. كما أن المسجد يشعِر الناس بالمساواة لأنه يجتمع فيه الغني بجوار الفقير والحاكم إلى جوار المحكوم والصغير بجوار الكبير وتحصل الفائدة من خلال التلاقي داخل المسجد بتفقد أحوال الفقراء والمرضى. قدسية المساجد وقد أمرنا رسول الله بالتزين وارتداء أفضل الملابس والتطيب عند الذهاب إلى المساجد ونهانا عن أكل بعض الأطعمة التي لها رائحة منفرة حتى لا تتأذى الملائكة والمصلون كالثوم والبصل، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنس" ونهانا رسول الله عن رفع أصواتنا داخل المسجد حفاظاً على قدسيته قال النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تتخذوا المساجد طرقاً إلا لذكر أو صلاة".