الأنفلونزا هو من الأمراض المنتشرة بكثرة في فصل الشتاء وهو مرض فيروسي حاد يصيب الناس عادة تزامنا مع الطقس البارد والانخفاض القياسي في درجات الحرارة وتهاطل الأمطار والثلوج، وعلى الرغم من أخذ الاحتياطات الضرورية إلا أن الكل يقعون فيه كونهم يجهلون الطرق السديدة التي تقي منه، وكما هو معلوم فيروس الأنفلونزا يدخل إلى الجسم عن طريق الجهاز التنفسي عادة بالعدوى من مريض آخر عن طريق رذاذ الفم، فينتشر في الدم ليصل إلى جميع أنحاء الجسم ويصيب الإنسان بأعراض إعياء عامة، كارتفاع في درجة الحرارة والضعف العام والهزال وفقدان الشهية، وكذلك يصيب الجهاز التنفسي بشكل خاص فيسبب ألما في الحلق والأنف، وكذلك السعال· لذا فإن من أهم طرق الوقاية من مرض الرشح والأنفلونزا تعويد الجسم على تحمل البرد وعدم تعويده على اللبس والدفء زيادة عن اللازم، فنلاحظ مثلا في البلاد الباردة مثل روسيا والدول الإسكندنافية أن الناس أحيانا يستحمون في الماء البارد والأنهار المتجمدة ولا يمرضون، بل بالعكس يكتسبون المزيد من المناعة للجسم ضد الأمراض، والسر في ذلك أن الجسم يتعامل مع المحيط الخارجي حسب تعوده عليه، فهؤلاء الناس يدربون أجسامهم على تحمل البرد عن طريق التعرض للبرد بشكل تدريجي وبخطة مدروسة، ومن ذلك نستنتج أنه إذا تعودت أجسادنا على الحرارة المنخفضة فإن ذلك يحمينا من الأمراض والنزلات· كذلك بالنسبة لمناعة الجسم فمن المعتقد أنها تقل بشكل حاد عند تعرضه للتغيرات الحادة في درجة حرارة الجو المحيط، وبالتالي فمن المعتقد أنه عندما ينتقل الإنسان من جو حار مثل الحمام أو التدفئة المركزية إلى جو بارد بشكل سريع فإنه يتعرض لهبوط في مناعة الجسم، وبالتالي ازدياد احتمال التعرض للأمراض بشكل عام· ولهذا ننصح بغسل الوجه بالماء البارد قبل الخروج من المنطقة الدافئة إلى المنطقة الباردة، وكذلك عدم التعرض للهواء البارد بعد الاستحمام مباشرة، وأيضا عدم الانتقال من درجات الحرارة الحارة إلى الباردة بشكل سريع· أضيف الى ذلك استعمال الأغذية الغنية بالفيتامينات، خاصة فيتامين (سي) المتواجد في الحمضيات (الليمون والبرتقال واليوسفي) وهي فاكهة الشتاء الأساسية، كذلك العسل وحبة البركة لرفع مناعة الجسم في فصل الشتاء· كما ننصح في حالة الإصابة بالبرد والأنفلونزا بعدم اللجوء إلى استعمال المضادات الحيوية، لأنه لا فائدة منها في مثل هذه الحالة، فمن المعروف للجميع أن المضادات الحيوية لا تعالج الفيروسات، ويتم استخدام المضادات الحيوية في حالة واحدة هي أن يتحول المرض إلى مرض بكتيري، وذلك حين نلحظ أن الإفرازات الأنفية تحولت إلى اللون الأصفر أو الأخضر، وإذا تجاوز المرض المدة المعتادة (3-4 أيام) بدون تحسن، حينئذ فقط يفضل البدء في استعمال المضادات الحيوية الخفيفة· كما ينصح المصابين بعدم التواجد في تجمعات الناس قدر الإمكان، مثل الصفوف الدراسية وصلاة الجماعة وغيرهما·