يزداد مع اقتراب حلول فصل الشتاء ظهور بعض الفيروسات والجراثيم التي تضعف البينية الجسدية للمريض وتجعله غير قادر على المقاومة، وهو ما يمهد الطريق لتعرضه لبعض الأمراض الموسمية، الأمر الذي يحتم عليه اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة كطريقة لوقاية نفسه والحد من انتشاره أكثر وهو ما يستلزم التلقيح خاصة لدى فئة الأشخاص المسنين والمصابين بأمراض مزمنة. يشكل الزكام، الأنفلونزا والالتهابات الرئوية أحد أهم الأمراض الموسمية التي تعاود للظهور مع حلول كل فصل شتاء، الأمر الذي يقلق العديد من الأشخاص بسبب الأعراض التي تظهر لهم نتيجة إصابتهم به والتعب الجسدي الذي يرافقهم طيلة تلك الفترة ويصبح هاجسهم هو كيفية الشفاء والتخلص من المرض بسرعة وبكل الطرق الممكنة. وفي تصريح للقناة الإذاعية الأولى، أكدت أمس مختصة خلال حصة صباحية تناولت موضوع الأمراض الشتوية التي يعاني منها الكثير من الجزائريين، لاسيما ونحن نعيش أجواء فصل الخريف أن بروز تلك الأمراض راجع لانتشار البكتيريا بكثرة في الجسم، حيث تصيب الجهاز التنفسي العلوي وكذلك السفلي وتجعله يفقد قدرته في الدفاع عن نفسه وتسهل عملية التقاطه للمرض، حيث يصاب الجهاز العلوي بالتهابات في الأنف، اللوزتين وكذلك الحنجرة. أما على مستوى الجهاز التنفسي السفلي فيمس الرئتين وهذا نتيجة التبادل الحاصل بين الأكسجين وغاز الكربون ومن هنا تقوم الفيروسات بغزو هذا الجهاز وتسبب له أمراضا كالربو والتهاب الحنجرة وغيرها. وبخصوص الأمراض الشتوية الأكثر انتشارا، كشفت ذات المتحدثة أنه خلال هذا الفصل تكون هناك عدة أمراض لكن الأكثر شيوعا هي الزكام، الأنفلونزا وكل الالتهابات الرئوية، كما تطرقت في ذات السياق إلى ضرورة التفريق بين الزكام والأنفلونزا حيث يوجد العديد من الأشخاص لا يميزون بين هذين المرضين. فبالنسبة للزكام فهو يحتوي على فيروسات أنفية وهو يصيب فقط الجهاز العلوي وتكون له أعراض بسيطة كالعطاس، انسداد الأنف أو سيلانه عن طريق الحويصلات الصغيرة التي تكون مشبعة بالجراثيم وتخرج في شكل رذاذ. تنتقل العدوى بواسطة التنفس وعند عطس المريض ولمسه لأشياء دون تنظيف يديه ومن ثم فإنه من الواجب أن يغطي فمه وأنفه ويستعمل مناديل ورقية عند العطس تفاديا لنشره العدوى أكثر ولاسيما عندما يكون في أماكن مكتظة بالناس كالحافلات مثلا. كما أن الإصابة بالزكام تتكرر عدة مرات في العام لأن الفيروسات المصاحبة له تتكرر في كل فصل. أما فيما يتعلق بالأنفلونزا فهي أقوى وتتكون من عدد كبير من الفيروسات والجراثيم وتدوم فترة الإصابة بها لأكثر من أسبوعين ولها مضاعفات تنفسية، والأنفلونزا عادة تحصل عندما تكون مناعة المريض ضعيفة وتصيب في الغالب الأشخاص كبار السن وكذلك الذين يعانون من أمراض مزمنة. وبخصوص الإجراءات الوقائية التي يجب على المريض اتخاذها على سبيل التصدي لهذه الأمراض الشتوية، أكدت المختصة أنه لابد على المصابين في جميع الحالات أن يستشيروا الطبيب قصد منحهم المضادات الحيوية التي تساعدهم على تقوية مناعتهم الجسدية وتقضي على الجراثيم الموجودة في جهازهم التنفسي خاصة بالنسبة للأشخاص الذين لديهم مناعة ضعيفة ويعانون من أمراض مزمنة، حيث يتعرضون إلى هجوم فيروسي سرعان ما يتكاثر وهنا لابد من اللقاح لهذه الشريحة في بداية الخريف والشتاء حتى تكون الأعراض أقل حدة بالنسبة للمسن الذي يفوق سنه 65 سنة فكلما كبرت الأنسجة الجسمية كلما ضعفت أكثر. ومن جهة أخرى أكدت المختصة أنه يجب تجنب لمس رذاذ الأشخاص المرضى، حيث من الضروري أن يقي المصاب نفسه ويقي الآخرين معه. ومن جملة الأساليب التي يجب مراعاتها أثناء فترة المرض عدم تناول المشروبات الباردة والمثلجة لأنها تضعف الحنجرة بالإضافة إلى الاهتمام بالنظافة الجسدية وخاصة اليدين ولاسيما عند الأكل وبعد استعمال الدورات المائية، مع الحرص على تجنب المصافحة او تبادل القبل حتى لا تنتشر العدوى. هذا إلى جانب اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفيتامين ''س'' و''ج'' وكذلك البيتاكاروتين الموجود في البصل المبشور والزنك الذي نجده في اللحوم الحمراء.