تعيش العائلات البالغ عددها 200 عائلة بحي العقيد سليمان ببلدية الابيار بالعاصمة هاجس الخوف والهلع داخل سكنات هشة مهددة بالسقوط على رؤوسهم في أي لحظة، جراء قدمها والحالة المتدهورة التي آلت إليها تلك البنايات التي يعود تاريخ إنشائها إلى العهد التركي. وأبدت بعض العائلات تخوفها من الموت تحت الإنقاذ باعتبارها أصبحت غير قابلة للصمود أمام الكوارث الطبيعية على الهزات الارتدادية المتكررة التي تشهدها العاصمة من حين آخر فضلا عن تساقط الأمطار التي تتجمع فوق السطوح والتي تعرف تسربات المياه إلى السكنات بسبب التشققات والتصدعات التي ألحقت بالأسقف والجدران وأمام هذه الوضعية الكارثية التي تتخبط فيها العائلات القاطنة بذات الحي تحديدا تطالب التدخل الفوري للسلطات المحلية والولائية الوقوف على حجم المعاناة اليومية التي يصارعونها لا سيما بعد حلول فصل الشتاء أين تتحول حياتهم إلى جحيم حقيقي مما اجبرها توجيه عدة شكاوي ومراسلات لدى السلطات البلدية من اجل ترحيلها إلى سكنات ملائمة تحفظ كرامتهم من مكان أضحى غير صالح للإيواء على حد تعبيرهم بالإضافة إلى انه بات يشكل خطرا على أمنهم وسلامتهم خصوصا في ظل الوضع ا لراهن أين شهدت العاصمة العوامل الطبيعية تقلبات غير مسبوقة. وفي السياق ذاته أعرب بعض السكان في حديثهم ل "أخبار اليوم " عن مدى المخاطر والهلع المحيط بهم كلما تساقطت تلك الأمطار الطوفانية التي تزرع الخوف قلوبهم، نظرا للوضعية المتردية والأضرار المتفاوتة التي ألحقت ببناياتهم التي تعرضت إلى سقوط أجزاء معتبرة من جدرانها وشرفاتها أما عن الأسقف فحدث ولا حرج حيث عرفت تصدعات متباينة مما أدى إلى تناثر أجزاء وما زاد في اهترائها هو تسرب مياه الأمطار التي ساهمت بشكل كبير في تدهورها حسبهم وأضاف محدثونا أيعقل أن يتواجد هذا الحي بأرقى الأحياء بالعاصمة ويتوسط مؤسسات حساسة في الدولة إلا انه يشهد هذه الوضعية المتردية التي تعطى نظرة مخزية لزائريها، ناهيك عن التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية التي توالت في الآونة على العاصمة، والتي أثرت بالدرجة الأولى على الأساسات وشرفات البناية وهذا ما اثر سلبا على المحيط الخارجي لهذه البناية التي يقطنونها منذ أكثر من 20 سنة، ورغم كل المراسلات الموجهة لسلطات بشان المخاطر المحيطة بهم إلا أنها قوبلت باللامبالاة والصمت المطبق دون أن تكلف مصالح لبلدية نفسها عناء التنقل لمعاينة مدى الأخطار التي تتربص بهؤلاء السكان الذي ذاقوا ذرعا من سياسة التماطل المنتهجة إزائهم ولم تنتهي المشاكل المحيطة بالعائلات عند هذا الحد بل يضاف إليها انتشار عدة أمراض مختلفة على غرار الحساسية المفرطة وصعوبة التنفس والربو بسبب الرطوبة العالية التي كست الجدران باللون الأخضر ما ساهم في تعقيدات صحية ونفسية لدى العائلات المقيمة بذات الحي. وأمام هاجس الخوف الذي ينتاب العائلات المقيمة بحي العقيد سليمان تطالب هذه الأخيرة التدخل العاجل للسلطات المحلية انتشالها من الموت قبل فوات الأوان وهذا بترحيلها إلى سكنات لائقة أو القيام بعمليات الترميم الشامل للبناية.