تمكّنت الخطّة المنتهجة من طرف مصالح أمن ولاية المدية في الفترة الأخيرة من وضع يدها على المجرم الذي ظلّ يهدّد أحد المواطنين بالقتل أو اختطاف أفراد من عائلته في حال عدم منحه مبلغا من المال يضاهي ملياري سنتيم وذلك منذ أكثر من 7 أشهر عاش خلالها الضحّية هاجسا وتوتّرا كبيرا إلى غاية اللّحظة التي نجحت فيها الخطّة الأمنية التي أوقعت بالمجرم متلبّسا ينتظر الأموال داخل مرش بوسط المدينة· حيثيات القضية تعود إلى شهر ماي من السنة الماضية، عندما تلقّى الضحّية أوّل رسالة تهديدية مكتوبة عن طريق جهاز الكمبيوتر يطالب من خلالها المجرم وهو خرّيج جامعة بتسليمه مبلغا ماليا قدره ملياري سنتيم وفي حال عدم تلبية طلبه سيقتل أو يختطف أحد أفراد من عائلته، وهو ما جعل الضحّية يعيش اضطرابات ورعبا حقيقيا جعلاه يتقرّب من المصالح الأمنية للتبليغ عن الأمر عن طريق إيداع شكوى رسمية لدى مصالح الشرطة القضائية بأمن ولاية المدية التي تعاملت مع القضية بكلّ احترافية ورزانة للإيقاع ب (المجرم) عن طريق نشر تحرّياتها وأبحاثها التي قادت إلى وضع نهاية سعيدة لمشوار من (السوسبانس) دام أكثر من 7 أشهر، استلم من خلالها الضحّية العديد من رسالات التهديد آخرها بتاريخ 26 ديسمبر المنصرم التي اعتبرها (المجرم) آخر تهديد له لتطبيق نواياه بعدما اختزل ما يدور في رأسه عن طريق تدوين مكان وزمان تسليمه المبلغ المالي المعروض على الضحّية من خلال الرسائل الماضية وكان ذلك داخل أحد المرشات العمومية المتواجدة بحي المصلّى بوسط المدينة باعتبارها أماكن تكثر فيها الحركة لاستقبالها أكبر عدد من الزبائن، حتى تكون الفرصة سانحة ليقوم بفعله هذا وأخذ الأموال دون أن ينتبه إليه أحد، بعدما كان قد طلب من الضحّية وضع المبلغ المالي المتّفق عليه داخل حقيبة صغيرة حتى يتسنّى له وضعها في حقيبته الأكبر منها· كما حدّد الجاني رقم غرفة المرش التي أمر بوضع الحقيبة داخلها ثمّ الانصراف من عين المكان بعد إتمام كافّة المراحل المتّفق عليها، غير أن العملية لم تتمّ كما خطّط لها (المجرم) نظرا لاحترافية مصالح الشرطة التي كانت له بالمرصاد دون أن يشعر بتواجدهم من حوله، الأمر الذي مكّنهم من الإيقاع به متلبّسا بعد تسلّمه الحقيبة داخل المرش، ليُقتاد بعد ذلك إلى مقرّ أمن الولاية لاستكمال التحقيق معه. حيث كشفت أولى التحرّيات أن المجرم ذو مستوى جامعي متحصّل على شهادة اللّيسانس، كما أنه أقرّ بالجرم المنسوب إليه، ليحوّل إلى العدالة أين أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة المدية بإيداعه الحبس المؤقّت إلى غاية محاكمته. وبهذا تكون مصالح أمن المدية قد أنهت مسلسلا تراجيديا أطول من المسلسلات المكسيكية والتركية التلفزيونية، والذي عاشه في الواقع أحد ضحايا التهديدات بعد أن انتشرت قضايا مماثلة لتشمل حتى المدن والقرى المحافظة·