أطاحت قوات الشرطة لأمن ولاية المدية في عملية تعتبر نوعية على مستوى إقليم الولاية، نهاية الأسبوع، بشاب جامعي يحترف الابتزاز والتهديد بالقتل واختطاف أفراد عائلة أحد المواطنين، حيث تم توقيفه متلبسا وتقديمه أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة المدية بعد استكمال التحقيق معه والاعتراف بالأفعال المنسوبة إليه، وأمر بإيداعه الحبس· تفاصيل القضية تعود إلى نهاية الأسبوع عندما تقدم المواطن الضحية إلى مصالح الشرطة القضائية لأمن ولاية المدية، للتبليغ عن تلقيه منذ شهر ماي المنصرم رسائل تهديد يقوم بكتابتها باستعمال جاهز الإعلام الآلي، يطلب فيها مُحررها من الضحية تسليمه مبلغ 2 مليار سنتيم مهددا إياه بالقتل واختطاف أفراد أسرته في حال عدم الرضوخ لطلبه· ومنذ ذلك الوقت عاشت أسرة الضحية حالة من الرعب والخوف وعدم الاستقرار النفسي، مما دفع بالضحية إلى التبليغ بإيداع شكوى لدى مصالح الشرطة القضائية، هذه الأخيرة تعاملت مع القضية باحترافية عالية للإيقاع بالمجرم، فشرعت في عمليات البحث والتحري في القضية إلى غاية نهاية الأسبوع، عندما تلقى الضحية رسالة تهديد أخرى وأخيرة حسب ما أورده المجرم في الرسالة، حيث أبلغ ضحيته أن هذه الرسالة سوف تكون آخر رسالة يتلقاها منه قبل تنفيذ تهديداته، وحدد له فيها زمن ومكان تسليم المبلغ المالي، واختار لذلك أحد المرشات العمومية الكائن بحي المصلى بالمدية باعتبارها أماكن تكثر فيها الحركة لاستقبالها عددا كبيرا من الزبائن خلال اليوم، وذلك لتجنب الشبهات وتجنب لفت انتباه الأشخاص، وأمره أيضا بإحضار المبلغ المالي ووضعه داخل حقيبة صغيرة ليتمكن من إدخالها في حقيبة من الحجم الكبير التي سوف يدخل بها إلى المرش على أساس أنه زبون، كما حدد له رقم الغرفة التي يضع فيها المبلغ المالي ثم تركها ومغادرة الغرفة والمرش·
وفور حصولها على هذه التفاصيل، أعدت مصالح الشرطة خطة محكمة لإلقاء القبض على المجرم دون أن تترك له أدنى فرصة للهروب أو الشعور بتواجدها في عين المكان، وتمكنت من الإيقاع به في الوقت المناسب متلبسا بجرمه بعد تسلمه الحقيبة داخل المرش، وفقا للخطة التي وضعها· وقد تم اقتياده إلى مقر أمن الولاية لاستكمال التحقيق معه، وتبيّن من خلال ذلك أن المجرم شاب متحصل على شهادة ليسانس وكذا شهادة علمية في اللغات الأجنبية، ليعترف بالأفعال التي ارتكبها مبديا ندمه على ارتكابه هذا الجرم رغم أنه لم يكن يواجه مشاكل اجتماعية أو مالية تجعله يلجأ إلى هذا الفعل·