يتّفق العديد من المراقبين على حتمية ارتفاع أسعار النفط عما هي عليه الآن إذا ما فرضت عقوبات على صادرات النّفط الإيرانية· وتشير أغلب التوقّعات إلى احتمالية وصول أسعار النّفط إلى أكثر من 150 دولار للبرميل الواحد على الرغم من تعهّد (السعودية)، وهي أكبر مصدر للنفط بتغطية حاجة السوق النّاجمة عن النّقص· ونقلت مصادر إعلامية عن وزير النّفط الإيراني رستم قاسمي قوله إن أسعار النّفط ستتجاوز 200 دولار للبرميل إذا فرضت عقوبات أجنبية على صادرات البلاد النفطية بسبب أنشطتها النّووية· وتابع للمجلّة: (دون شكّ سيزيد سعر النفط بشكل كبير إذا فرضت عقوبات على نفطنا، سيتجاوز 200 دولار على الاقل للبرميل)· وكان النّائب الأوّل للرئيس الإيراني قد هدّد الثلاثاء الماضي، إن فرض أيّ عقوبات على صادرات بلاده من النفط سيدفعها إلى منع عبور أي (نقطة نفط) عبر مضيق هرمز، لكن مسؤولين خليجيين لدى منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) رأوا أن إيران ستضر نفسها إذا فعلت ذلك· ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن محمد رضا رحيمي قوله إنه (إذا فرض الغرب عقوبات على صادرات النفط الإيرانية فلن تمر نقطة نفط واحدة من مضيق هرمز المهم في الخليج)· وتظهر بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أهمية مضيق هرمز بعدما أشارت إلى أن نحو ثلث إجمالي شحنات النفط المنقولة بحرا عام 2009 مر عبر المضيق، وتقوم سفن حربية أمريكية دائما بعمل دوريات في المنطقة لضمان المرور الآمن للنفط· ويعد العراق المتضرر الأوّل إذا ما نفذت ايران تهديداتها، بوصفه الدولة الوحيدة الواقعة على الخليج التي لا تمتلك منفذا بحريا آخر ، بخلاف دول الخليج الأخرى التي ستلجأ لحلفائها في دول مجلس التعاون للحصول على منافذ بحرية للحركة الملاحية· في المقابل أكّد مندوبون خليجيون لدى منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) أن إيران ستضر نفسها إذا منعت مرور النفط عبر مضيق هرمز· وقال مندوب خليجي فضل عدم ذكر اسمه (إذا أغلقوا مضيق هرمز فهذا سيضر الصادرات الإيرانية وليس المنتجين الخليجيين فقط)· وقلل مندوب آخر من شأن التهديد الإيراني بإغلاق المضيق موضحا أن أي تحرك لسعر النفط في الوقت الراهن سيكون قصير الأجل، وتوقع عدم مضي إيران قدما في هذا التهديد· يذكر أن معظم النفط الذي تنتجه السعودية والإمارات والكويت والعراق، وكذلك أغلب الغاز المسال القطري يمر عبر مضيق هرمز من خلال خط ملاحي عرضه نحو 6.4 كيلومترات ويقع بين إيران وعمان·