يعيش سكان حي يوسف ببلدية بوزريعة بالعاصمة على أعصابهم جراء التهميش الذي فرض عليهم من طرف السلطات المحلية التي لا تلتفت ولا ترد على انشغالات هؤلاء، رغم توجيهات رئيس الجمهورية، ورغم تخبطهم في أوضاع مزرية تجعلهم يتذوقون مرارة الحياة في ظل غياب أدنى شروط الحياة، مما يجعلهم يطالبون بالترحيل إلى سكنات لائقة· ويقيم هؤلاء السكان ببيوت أشبه بالأكواخ بالأحياء القصديرية منذ أكثر من 20 سنة هروبا من مجازر الإرهاب، وجعلهم يدخلون بوابة المعاناة من الباب الضيق مجبرين على تشييد تلك السكنات من الصفيح والباربان بطريقة فوضوية أدخلتهم عالم بدائي بعدما كانوا في منازل لائقة تحفظ الكرامة وماء الوجه وهذا بعدما اعتقد هؤلاء أنهم سيمكثون في تلك البيوت الهشة لفترة محدودة وأنه سيتم التكفل بهم بعد فترة من طرف السلطات المحلية، ولكن القدر شاء أن تتذوق تلك العائلات التي يصل عددها إلى أزيد من 400 عائلة قدمت للسكن في تلك البيوت على جنبات البلدية من مختلف بلديات العاصمة والمناطق الداخلية، مرارة الحياة لمدة طويلة الأمد، تحملت فيها مختلف الظروف الطبيعية القاسية والصعبة في ظل انعدام أبسط متطلبات العيش الكريم، ناهيك عن مصارعتهم للحرارة في فصل الصيف وقساوة الشتاء أين تتحول تلك البيوت إلى مسابح من مياه الأمطار التي تأتي على إتلاف المستلزمات من أفرشة وغيرها من المستلزمات، وحسب أحد القاطنين أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد بل معاناتهم تتعدى أكثر من ذلك بسبب تقاسمهم المكان مع الجرذان والزواحف نتيجة طبيعة المكان وما ساهم من تكاثر تلك الحيوانات هو انعدام قنوات الصرف الصحي مما أجبر تلك العائلات تشييدها بطريقة تقليدية أدى في العديد من المناسبات فيضانها وتدفقها مما جلب مختلف الحيوانات الضالة، والحشرات المؤذية· وحسب المعنيين، فإنه رغم الشكاوي المتعددة الموجهة للسلطات المحلية والولائية للوقوف على حجم المعاناة التي يعيشونها والالتفات إليهم من أجل ترحيلهم، إلا أنهم لازالوا يتجرعون مرارة الحياة بمكان لا يصلح أن يكون إسطبلات للحيوانات على حد تعبيرهم· وأمام جملة هذه النقائص، رفع هؤلاء شكاويهم عبر صفحاتنا وأعربوا عن تذمرهم واستيائهم الشديدين جراء هذا التهميش، والمعاناة داخل تلك السكنات التي بنيت على شكل أكواخ هشة وآيلة للسقوط بسبب اهترائها، إضافة إلى انتشار الروائح الكريهة جراء التراكم الكبير للنفايات والقاذورات التي تصنع ديكور الحي، والتي تسببت في إصابة هؤلاء السكان خاصة الأطفال وكبار السن بعدة أمراض على غرار الربو والحساسية، ناهيك عن مشكل الإهتراءات الكلية التي تتواجد عليها مسالك وطرق الحي· وعن الجانب الأمني، أكد لنا السكان أنهم يعانون كثرة حالات السرقة، والاعتداءات التي يمارسها ضدهم بعض الشباب المنحرف، الذين يقطنون الحي ويتخذون من السرقة ونهب أملاك الغير مهنة لهم لمواجهة بطالتهم· وأكد لنا هؤلاء السكان أنهم قدموا بشكاويهم ورفعوا انشغالاتهم لعدة مرات للسلطات المحلية عن طريق الاحتجاج، هذه الأخيرة التي ضربت بمطالبهم عرض الحائط، دون أن تكلف نفسها عناء أو مجهود للحد من تلك المعاناة التي يعشونها إزاء الظروف الكارثية فضلا عن هاجس والخوف والرعب الذي أصبح هاجسهم اليومي جراء تلك التصرفات الطائشة والمشينة لهؤلاء الشباب المنحرفين· وعليه جدد هؤلاء مناشدتهم للسلطات الوصية وعلى رأسها القاضي الأول في البلاد بالتعجيل في ترحيلهم إلى سكنات لائقة كباقي المواطنين·