ناشد سكان حي محمد صايفي التابع لدائرة عين وسارة بالجلفة السلطات المعنية ترحيلهم عاجلا إلى سكنات اجتماعية لائقة، في إطار برنامج القضاء على السكنات الهشة وانتشالهم من الظروف الصعبة التي يعيشونها وهذا بعد طول انتظار ومعاناة تجرعها السكان· وفي هذا السياق، أكد سكان الحي أنهم يعيشون أوضاعا أقل ما يقال عنها أنها كارثية بكل المقاييس، وهذا نظرا للوضعية المزرية للحي، وحسبما أوضحه هؤلاء، فإن عائلاتهم تسكن منازل هشّة ومهددة بالانهيار في أي وقت خاصة مع التقلبات الجوية التي تعرفها المنطقة، ومع قدوم فصل الشتاء سيزداد الخطر، وخاصة على الأطفال الصغار، حيث يعاني سكان الحي الواقع بالجهة الجنوبية الشرقية للمدينة من مشاكل عديدة، حوّلت يومياتهم إلى واقع مرّ، فالبيوت الهشّة التي تنعدم فيها أدنى الشروط الضرورية للحياة الكريمة هي الملجأ الوحيد لهم في ظل غياب بديل أفضل، من انعدام التهيئة والأوساخ وانتشار العقارب السامة وتدفق قنوات الصرف الصحي هي عناوين لمعاناة حقيقية لهؤلاء السكان· وتستمر معاناة تلك العائلات التي تقارب 170 عائلة منذ سنوات طويلة في ظلّ الوضعية القاسية لسكناتهم الهشة التي يعيشون بها على حد تعبيرهم لا سيما في فصل الشتاء التي أبدى السكان معاناتهم منها، وبالتحديد فئة الأطفال الذين أصابتهم بعض الأمراض المزمنة كالحساسية والأمراض التنفسية والجلدية جراء عدم توفر الظروف الصحية التي لا تؤهل المكان قصد الإقامة فيه، وما زاد الوضع تدهورا مدى المعاناة التي يتخبط فيها سكان هذا الحي، فظروف عيشهم مزرية، بيوت تنعدم فيها كل الشروط التي من شأنها أن توفر الحياة الكريمة لهم من قنوات صرف المياه، بالإضافة إلى أكوام القمامات المنتشرة في الحي· وأشار هؤلاء كذلك إلى الرائحة الكريهة التي تخلفها هذه النفايات المتراكمة، وذلك عبر مختلف أزقة الحي وبشكل عشوائي، في ظلّ غياب مكان مخصص لرميها، مشكلة منتجعا للحشرات الضارة والحيوانات الضالة، كما تسبب ذلك في انبعاث روائح جد كريهة، وفي سياق متصل، أكد السكان أن صحتهم في خطر بالنظر إلى الأمراض التي أضحت تفتك بصحة أبناءهم، الأمر الذي جعلهم يستعجلون السلطات من أجل ترحيلهم إلى سكنات لائقة، وقد عبّروا من خلال هذه الأوضاع عن استيائهم الشديد من الوضعية الكارثية التي آلت إليها ظروفهم المعيشية، مؤكدين أن هذه السكنات لا تستجيب لأدنى شروط العيش المحترمة· وعلى صعيد آخر، تعد فئة الشباب أكثر تضررا من هذا الهاجس المعيشي الذي طال يومياتهم، إذ يعيش معظم شباب هذا الحي حالات نفسية حرجة رغم حصولهم على شهادات عليا، لأن هاجس البطالة لا يزال يؤرقهم حتى بعد حصولهم على هذه الشهادات، في ظل غياب فرص العمل، كما أنهم يعيشون ظروفا صعبة جراء التهميش الذي تعرضوا له، من جانب آخر أوضح سكان الحي أن السكنات جاهزة ولم يتم تسليمها على الرغم من النداءات المتكررة، وكذا الوعود الكثيرة التي تلقوها من المسؤولين بحل مشكلهم من خلال ترحيلهم إلى مساكن لائقة، آخرها الذي كان في بداية شهر رمضان، حيث وعدتهم السلطات المحلية لكن انتظارهم هذا قد طال· ونتيجة كل هذه الأوضاع، جدّد سكان حي محمد صيفي الواقع بالجهة الجنوبية الشرقية للمدينة من السلطات الوصية التدخل العاجل قصد تسوية وضعيتهم وترحيلهم إلى سكنات لائقة، وضرورة أخذ انشغالاتهم بعين الاعتبار في أقرب الآجال وهذا قبل تأزم الوضع أكثر·