تذمر سكان الحي القصديري بحي الدهاليز الثلاثة ببلدية الحراش من الحياة الصعبة التي تمر بهم جراء غياب أدنى مستلزمات الحياة، ما جعلهم يشتكون من العزلة والتهميش، ويتجرعون مرارة الأوضاع المزرية التي لحقت بهم، وما زاد الطين بلة هو تجاهل السلطات لوضعيتهم التي تزداد سوءا يوما بعد يوم، وهذا من خلال تحسين مستواهم المعيشي.هذا الحي القصديري يضم أكثر من 20 بيت قصديري يتكبدون فيه معاناتهم بداية من بيوت هشة مبنية من القصدير لا تقيهم قر الشتاء، ولا حر الصيف، مع العلم أن هذا الحي يقع أمام مستشفى زميرلي بالضبط في بوابة المنطقة، وبالتالي يشوهها. وقد عبر العديد من العائلات المقيمة بالمنطقة عن استيائهم الشديد من انتهازية السلطات حيث صرحت السيدة "ب.م" أنها كونها جزائرية ليس لديها حق في العيش في مكان لائق بها، على غرار بعض السيدات التي تشمئز من الوضعية المزرية التي آلت إليها بسبب تصدع وتشقق البيوت، خصوصا في فصل الشتاء أين تزاد معاناتهم الحرجة خوفا من سقوط بيوتهم في أية لحظة لأنها في حالة يرثى لها، ومن جهة أخرى أكد أصحاب الحي أنهم قاموا بتقديم عدة طعون وشكاوي إلى المسؤولين لكن لا حياة لمن تنادي، فهم لا يزالون ينتظرون جامعين على حسب قولهم من السلطات النظر إليهم، كما طالبوا تسوية وضعيتهم أو تسجيلهم ضمن قائمة السكنات الجديدة والتي هي بحاجة ماسة إليها، وأول ما فتحت جريدة الجزئر حديثها استهلت معظم السيدات حديثهن عن البيوت وخاصة المطابخ، حيث قالت الآنسة "عائشة" أنها طامعة بمطبخ واسع لا ينقص فيه شيء هذا كل ما أتمناه، أما السيدة البالغة من العمر 60 سنة فطرحت سلسلة من المشاكل التي آلت إليها وضعيتهم، فهي تقول أنها بسبب سوء المعيشة التي يعشونها أصبحت لا تعرف ما هو الصح من الخطأ. أما بالنسبة للطرقات والممرات فعند ما تدخل الحي لا تعرف الرصيف من الطريق فهي جد مهترئة، إذ يجد سكان الحي صعوبة كبيرة في السير بها خاصة في فصل الشتاء جراء الطين، أما في الصيف فالغبار هو الذي يطبعها وللعلم فإن الحي المجاور للحي القصديري بالدهاليز الثلاثة مهيأ من جميع الجوانب من غاز وماء وطرق ما عدا هذا الحي القصديري. ناهيك عن شباب الحي فهم تقريبا كلهم يعرفون ظاهرة البطالة، هذه الأوضاع ساهمت بشكل كبير في إحداث مختلف الآفات الإجتماعية بكل أنواعها، التي عرضها شباب اليوم فبالنسبة لهم أصبحت موضة بينهم، والذين تتراوح أعمار هي بين 16 سنة و 22 سنة حيث لم يجدوا خيار آخر لكسب قوتهم إلا لتلك. فرغم الطلبات التي قدمها الحي القصديري بالدهاليز الثلاثة إلى السطات المحلية فيما يخص ترحيلهم، إدراجهم ضمن القوائم الخاصة بالسكنات الإجتماعية لكن ذلك دون جدوى على حد قولهم، وأمام هذه الوضعية المزرية والمحرجة التي أصبحت حاجز لا يطاق على حد تصريحهم، طالب هؤلاء بمطالبهم معربين عن انشغالاتهم إلى السلطات المعنية بترحيلهم إلى سكنات لبقة أو تسوية وضعيتهم