تطالب قرابة 300 عائلة قاطنة بشاليهات برج البحري شرق العاصمة السلطات بترحيلها والتكفل بها جرّاء الوضعية المأساوية التي تعيشها منذ ترحيلها إليها سنة 2003 بعد زلزال بومرداس· يعيش نزلاء شاليهات برج البحري جحيما حقيقيا ومعاناة كبيرة جرّاء إقامتهم المطولة في شاليهات ذات أسقف وأسوار حديدية، كما وصفها أحد قاطنيها بقوله (وكأننا أغنام داخل إسطبل)، حيث أصبح كل من يسمع كلمة شالي يتأسف من أجلنا، وكأننا في الجحيم بحدّ ذاته. وبات نزلاء الشاليهات يخافون قدوم فصل الشتاء حسب تصريحاتهم، حيث يتحوّل الشالي إلى ثلاجة وذلك من شدة البرد وصوت المطر المزعج النازل على السقف الذي لا يتركنا نغمض أعيننا خاصة وأننا جميعا أرباب أسر، نأتي مساء كل يوم إلى المنزل بحثا عن القليل من الرّاحة بعد طول يوم مرهق مليء بالمتاعب، فلا نجد سوى أنفسنا تحت قطرات المطر التي تهطل طوال الليل على سقف الشالي). أما صيفا فتزداد معاناتهم مع حرارة الصيف العالية التي أصبحت تطردنا إلى الشارع جرّاء تحوّل هذا الأخير إلى فرن يصاب فيه الفرد بضيق التنفس، وعند خروجنا تقهرنا الرّطوبة العالية والتي تسّببت في ظهور فطريات على أسقف الشاليهات خصوصًا وأن هذه الأخيرة متمركزة بالقرب من البحر، فنحن نعيش في حيرة دائمة. ونظرًا إلى قدم عمر الشاليهات نجد أن عددا كبيرا منها هشا جدًا إلى درجة أن أرضيتها متآكلة، فقد قامت معظم العائلات بتجديد هذه الأخيرة وهذا نتيجة تسرّب أنابيب صرف المياه القذرة من تحتها وانبعاث الروائح الكريهة. وإذا تحدّثنا عن معاناة السّكان من الجانب الصّحي فنجد أن معظمهم يعاني من مشكل الحساسية والرّبو، ناهيك عن الأطفال الصغار والرضع الذين يعانون من أمراض خطيرة، فهم المتضررون بالدرجة الأولى. وفي سياق ذلك صرّح السيد (حمودي) أن ابنه الذي لا يتجاوز السنتين مريض ومصاب بتسمّم على مستوى الأمعاء حتى أن المرض متطوّر وهذا من جراء تلوّث ماء الحنفية، ويضيف أيضا أن ابنه لا ينمو نموّا طبيعيًا لإصابته بأمراض أخرى ناتجة عن حياته في الشالي وظهور نوع من الفطريات على الجلد عند بعض الأشخاص. وعندما تقربنا من مصالح بلدية برج البحري للاستفسار عن وضع العائلات قالت بأنه لم تمّر مدة طويلة عن ترحيل عدد كبير من العائلات، ولم يتم تقديم وتجهيز بعد سكنات، وإن كانت موجودة في الوقت القريب القادم أكيد سنقوم بالتكفل بهم وتسوية وضعيتهم.