توعدت 14عائلة أقصيت مؤخرا من عملية إعادة إسكان أزيد من 300متضرر، قطنوا شاليهات حي محمود ببن طلحة ببلدية براقي طيلة 5 سنوات منذ سنة 2004، توعدت المسؤولين المحليين بارتكاب ما أسمته، ''بمجزرة أخرى في حالة عدم التدخل الفوري لتسوية وضعيتهم الاجتماعية العالقة بإيوائهم في سكنات آمنة بعد تدمير بناياتهم الكائنة بحي ديار البركة بالبلدية وإخراجها بالقوة من شاليهات المنكوبين، قبل الفصل مجلس قضاء العاصمة في قضيتهم المستعجلة، حسب ما أكدته مصادر مقربة ''للبلاد''. بعد احتضارها على يد منتخبيها منذ سنة 2004بن طلحة التي طالما اقترن اسمها بالوضع الأمني والإرهاب الذي حاصرها لعشرية كاملة لازالت اليوم تحتضر على يد منتخبيها المحليين الذين تعاقبوا على اعتلاء كرسي رئاسة المجلس الشعبي البلدي، في ظل العجز المسجل بالنسبة للمسؤولين عن محو بصمة التخلف والمعاناة الرهيبة التي بقيت مظاهرها جلية في أوساط أهالي المنطقة - حسب شهادات محلية - والأدهى من ذلك خذلان السلطات الولائية للدائرة الإدارية لبراقي في الوفاء بوعودها تجاه إعادة إسكان كل العائلات القابعة بالشاليهات والتي تم ترحيلها منذ شهر أفريل منذ سنة 2004من ديار البركة إلى حي محمود ببن طلحة في إطار مشروع إنجاز 1228وحدة سكنية و683 محلا تجاريا مع تجهيزات عمومية ذات منفعة عامة لفائدة سكان الحي والمندرج ضمن برنامج إعادة الهيكلة والتأهيل، حسب ما أعرب عنه الوالي المنتدب لبراقي محمد لبقة في تصريح سابق. العملية بنيت على ''الفساد'' في غمار الحسابات السياسية للمسؤولين كشفت مصادر مطلعة في الصدد ذاته، أن السلطات الولائية لدائرة براقي أقصت 14عائلة كانت تقطن بشاليهات بن طلحة، من عملية إعادة الإسكان، إذ تم ترحيل 387عائلة من نفس الموقع بتاريخ 28جانفي المنصرم إلى سكنات براقي الاجتماعية (612 وحدة سكنية) والبعض الآخر وزع على الحصص السكنية لبلدية الكاليتوس، فيما بقيت العائلات ال 14تتخبط وسط الظروف القاهرة بشاليهات متآكلة بعد انتهاء مدة صلاحيتها منذ أمد طويل. وأكد مصدرنا أن أغلب الضحايا هم من فئة ذوي الإحتياجات الخاصة، أرامل الشهداء، المسنين ...والذين دمرت سكناتهم الأصلية بحي ديار البركة، لاستكمال المشروع ''الضخم'' الذي تحدث عنه الوالي المنتدب لدائرة براقي، دون تلقي هؤلاء أدنى تعويضات مادية والأسوأ من ذلك - يضيف - تنفيذ رئيس المجلس الشعبي البلدي شافعة قرار طردهم من البنايات الجاهزة من ضمن العائلات الأخرى، يوم 10جوان 2009، بناء على إرسالية الوالي المنتدب بعد إنذارهم بإخلاء الشاليهات في مدة أقصاها ثمانية أيام، دون أية مبررات مقنعة، وهو القرار الذي أثار حفيظة المتضررين وأشعل فتيل المحتجين، بعد تشتت ذويهم بين الأهل وتشرد البعض الآخر فضلا عن تحويل أغراضهم الشخصية إلى محشرة براقي ، وقد أبرزت مصادرنا في سياق متصل أن قرار الطرد نفذ بصفة تعسفية في حق الضحايا، أمام استعانة السلطات المحلية بمصالح القوة العمومية في إخراجهم من الشاليهات رغم حيازتهم على قرارات رسمية منها وثيقة ممضية من قبل مصالح الديوان الترقية والتسيير العقاري لحسين داي والتي تفيد بعدم إخلاء الشاليهات إلى غاية استيلام القاطنين بها سكنا آمنا زيادة عن خرق المسؤولين المحليين الدعوى الإستعجالية التي رفعها ممثلو العائلات (14) المقصية بتاريخ 23جوان الماضي لوقف التنفيذ إلى غاية الفصل الغرفة الإدارية لمجلس قضاء العاصمة في القضية. وعند استفسارنا عن أسباب ترحيل السكان من موقع ديار البركة إلى شاليهات بن طلحة منذ عام 2004، أكد لنا محدثونا أن عملية الترحيل بنيت على أساس ''التلاعب'' بعقول العائلات المعنية والتي قطنت بالحي يضم أكثر من 800مسكن، كانت عبارة عن ''قبب'' تعود إلى العهد الإستعماري، ليتم ترحيل أزيد من 400عائلة في تلك الفترة موزعين على مناطق برج البحري، درفانة، الباخرة المحطة، ونحو 400عائلة ببن طلحة، وقد أبرز المتحدثون في الشأن ذاته أن السلطات الولائية لدائرة براقي وعدت وقتها المرحلين بإعادة إسكانهم في سكنات لائقة بموقعهم السابق في آجال أقصاها 18شهرا، بعد استكمال مشروع إنجاز 1228وحدة سكنية مع 386محلا تجاريا وتجهيزات عمومية لفائدة سكان الحي، لتجد اليوم 14عائلة من ضمن السكان المرحلين، أنفسهم يتخبطون في دوامة مأساة أخرى في التشرد، بعدما مكثوا بشاليهات متآكلة لأزيد من 5 سنوات وذلك نتيجة ضرب المسؤولين القرار عرض الحائط، حيث كشف في ذات الصدد مصدرنا أن القرار حمل اسم منكوبي زلزال 12 ماي 2003في حين تم ترحيلهم في أفريل 2004من دون ضمانات وأعرب محدثنا في هذا السياق قائلا:''دائرة براقي لعبتهانا .. خرجتنا من ديارنا وارماتنا كي الكلاب !!'' ولادات مشبوهة في ظروف ''متعفنة '' ... نحو إنتاج جيل مريض وفي سياق الحديث عن الظروف المعيشية التي عاشها السكان تحت سقف البنيايات الجاهزة طيلة 5 سنوات، أكد ممثلو العائلات المقصاة أن الوضع ازداد ''تعفنا'' خلال السنوات الأخيرة بذات الموقع بعد أن أفرزت الظروف القاهرة هناك أمراضا مستعصية أمام ظهور العديد من حالات مرض السرطان وبعض الولادات المشبوهة التي قالت بعض المصادر الطبية بشأنها أنها ناتجة بالأساس عن تلك المواد الكيمياوية الداخلة في صنع الشاليهات منها مادة ''لاميونت'' الخطرة، إذ أبرزت في ذات السياق إحدى القاطنات وهي مصنفة ضد العائلات المقصاة أن خطرها طال العديد من أفراد المتضررين بإصابات متفاوتة الخطورة آخرها كانت ضحية لسرطان الرئة خلال العام المنصرم عن عمر ناهز 55 سنة مخلفا وراءه 7 أيتام، فيما خلفت لاميونت أمراضا أخرى في أوساط الشباب، المسنين والأطفال خاصة - أضافت السيدة (ع.ق) أم ل 3 توائم رفيدة، سولاف وآية معربة في الوقت ذاته أنها أنجبت من ''ميزيرية'' الشاليهات التي عاشتها لما يقارب 5 سنوات كاملة سوى 3 توائم تذوقن مرارة البؤس والقهر منذ أن فتحن أعينهن، ليبدأ المرض الخبيث في نهش أجسادهن النحيفة، وهن لا تتعدى السنة و8 أشهر لكل واحدة، وأشارت المتحدثة في ذات الشأن، أنها تعمل اليوم جاهدة من أجل سد نفقات الدواء للتوائم شهريا والخاص بمرض الأنيميا والحساسية والربو، الناتجة عن عوامل الرطوبة المفرطة بالبنايات الجاهزة تزامنا وموسم الأمطار سنويا، إلى درجة أن لون الرغيف بها يتحول إلى لون أخضر داكن. فما بالك بالصبي أو الإنسان القابع تحت سقفها، حسب ما أعربت عنه والتي كانت تعني صراحة أن الأوضاع الاجتماعية تعفنت داخل الشالي فضلا عن حالات الرعب الحقيقية التي عاشها المتضررون بموقع بن طلحة مجددا في ظل العمليات الإرهابية الأخيرة وعبر تداول ظاهرة اختطاف الأطفال بالمنطقة - حسب ما أجمعت عليه شهادات محلية ''للبلاد''، وأمام هذا الوضع المأساوي في ظل تثاقل الجهات الوصية تكثيف دورات الأمن بالمنطقة، حيث لا تزال تشنجات وتجاذبات المحتجين قائمة رغم استقرار الأوضاع الأمنية إلى حد ما - قال محدثونا وأجمعوا بشأنها أنها تعتبر نسبية بالنظر إلى حجم المشاكل التي لا زال يتخبط فيها قاطنو بن طلحة مع تزايد عدد البطالين سنويا وارتفاع نسبة التسرب المدرسي مقابل تفشي مختلف الآفات الاجتماعية لاسيما الكيف المعالج . . غذتها أزمة السكن وتجاوزات المسؤولين المحليين وعلى رأسهم رؤساء المجالس الشعبية البلدية المتعاقبين على كرسي بلدية براقي خلال العهدات السابقة في عملية توزيع عدد من الحصص السكنية التي ظلت مجمدة رغم جاهزية السكنات، آخرها عملية إعادة إسكان 387عائيلة من موقع شاليهات، حي محمود ببن طلحة إلى أحياء براقي والكاليتوس، وقد أكدت مصادرنا أن العملية بنيت على التلاعب في منح قرارات الاستفادة للمتضررين الحقيقيين تمت بالتواطؤ بين ''المير'' والوالي المنتدب لدائرة براقي من خلال ''التحيز'' لأطراف ذات نفوذ في السلطة قصد الحصول على امتيازات مغرية حسب محدثينا، حيث كشفوا في ذات الصدد أن عائلة بأكملها ''ب'' استفادت من 6 شقق ، ثلاث منها ببلدية براقي والشقق المتبقية بأحياء الكاليتوس، فيما لم تحظ ولو عائلة واحدة ضمن المقصيين من سكن واحد، رغم استيفائها جميع الشروط القانونية في عملية الإسكان. وأشاروا في سياق متصل أن هؤلاء المستفيدين أغلبهم يملكون سكنات وفيلات فاخرة خارج إقليم بلدية براقي... انتهت عهدة فاشلة ...لتبدأ عهدة أخرى على وقع الفضائح وعن حديث الانتخابات المحلية لعهدة براقيالجديدة، أكد محدثونا أن قنبلة موقوتة بداخل سكان إقليم البلدية وبالأخص شباب بن طلحة، تنذر بانفجار وشيك أمام الحالة الاجتماعية المتدهورة التي عاشوها خلال العشرية السوداء. حيث صنفوا ضمن العزل عن العالم الخارجي للرعب المخيم على المنطقة بعد مجزرة بن طلحة في السنوات الدامية .. إلا أن الوضع لازال على حاله - قال محدثونا في ظل التلاعبات المسجلة بالنسبة للمنتخبين المحليين الذين خذلوا المواطنين الأبرياء في الوفاء بوعودهم تجاه إعادة نبض الحياة من جديد بالمنطقة ''الميتة'' عن طرق تجسيد مختلف المشاريع التنموية وإعادة إسكان المتضررون بشكل عادل، وقد أشار المتحدثون في ذات الصدد أن مسؤولي بلدية براقي يظهرون فقط في مناسبات الانتخابات المحلية لإغراء السكان وأخذ انشغالاتهم العالقة. منها فئة البطالين خاصة وأكدوا بمقابل ذلك أن براقي عرفت تراجعا إلى الخلف جراء التسيير العشوائي وعجز دائم عكس بوضوح فشل وتدني مستوى المتعاقبين على رأس البلدية إضافة إلى افتقارهم لأدنى حس لفن التسيير والشعور بالمسؤولية، وهو ما دفعهم - حسبهم - إلى ارتكاب أخطاء فادحة إنتهت بفضائح في تاريخ بلدية براقي ؟!