يعاني سكان قرية (ايقوراس) التابعة لبلديةآيت يحي بدائرة عين الحمام أقصى شرق مدينة تيزي وزو من جملة المشاكل والنقائص المسجلة بأغلب القطاعات ما يضع حياة قاطنيها على المحك خاصة مع قساوة الطبيعة ببردها القارس شتاء نظرا لوقوعها بقلب السلسلة الجبلية لجرجرة، هذه الأخيرة التي لا تغادرها الثلوج طيلة فصل الشتاء وتمتد للأيام الأخيرة من فصل الربيع، ورغم انبهار الزوار بجمالها إلا أن قساوة العيش بها لا يفقهه إلا قاطنوها الذين ما فتئوا يطالبون بنصيبهم من التنمية في كل فرصة تتاح لهم، غير أن السلطات المعنية لا تتذكر وجودهم إلا في المواعيد الانتخابية حيث تغازلهم بمشاريع تنموية مقابل أصواتهم لتغادر بعدها على أن يتجدد اللقاء في مواعيد انتخابية لاحقة في حين يظل الحرمان والمعاناة الوفي الوحيد لهم· لا يزال الحطب والتوجه للغابة لمواجهة مختلف الاستعمالات اليومية المصدر الوحيد للتدفئة والطبخ لدى أغلب عائلات قرية ايقوراس، حيث تعجز قارورات غاز البوتان عن تلبية الحاجيات المتزايدة للسكان خاصة في فصل الشتاء أين يستعمل بشكل مفرط نظرا للحاجة، الوضع الذي يكبد العائلات مصاريف إضافية للغاز ما يدفعهم للاستنجاد بالطبيعة وإحضار الحطب خاصة للتدفئة إذ لا تزال الغابة منقذهم الوحيد من مخالب البرودة القاسية التي تميز المنطقة طيلة أيام الشتاء وكثيرا ما تعزل عن العالم بفعل تراكم الثلوج، وقد عمدت بعض العائلات ذات الدخل المحدود إلى الاحتطاب وبيع الحطب لسكان المنطقة كون استعماله لا يقتصر على شريحة معينة ويبلغ سعره ال3500 دج لحمولة شاحنة صغيرة الحجم، إلا أن استمرار الوضع المطروح يهدد الغطاء الغابي بالمنطقة، حيث أصبح استغلالها المفرط المتزايد سنويا خطرا عليها وسيستمر إلى غاية إيجاد قنوات الغاز الطبيعي طريقها إلى المنطقة في انتظار ذلك تظل الغابات الوجهة الوحيدة التي ترحم حال هذه المنطقة على غرار أغلب القرى التي يترصد بها برد الشتاء· العلاج من الكماليات لدى السكان! تفتقر قرية ايقوراس لمرفق صحي من شأنه ضمان أدنى الخدمات الصحية لسكان المنطقة، حيث يضطر هؤلاء لقطع مسافات لا تقل عن 5 كم للوصول لأقرب مؤسسة صحية باتجاه مدينة عين الحمام أو قرية آث هيشام، الوضع الذي يتعب هؤلاء بشكل مستمر خاصة مع انعدام وسائل النقل حيث أصبح العلاج من الكماليات لدى أغلب السكان إذ لا يتمكن منه سوى مالكي السيارات الخاصة في حين يعاني البقية في صمت أو يلجؤون للعلاج التقليدي بالأعشاب والحشائش الطبية التي تنتشر بكثرة في الحظيرة الوطنية لجرجرة، وطالب السكان بضرورة الالتفاتة السريعة لأخذ مطلبهم فيما تعلق التغطية الصحية محمل الجد على الأقل بتوفير قاعة علاج من شأنها توفير أدنى الخدمات الصحية للمرضى على الأقل الإسعافات الأولية· من جهة أخرى، تفتقر قرية ايقوراس ببلدية آيت يحيى لفضاءات ترفيهية أو مرافق رياضية من شأنها احتضان الشباب في أوقات فراغهم، حيث استفادت هذه القرية في الآونة الأخيرة من مشروع وحيد يصب في هذا المجال وتمثل في إنجاز دار للشباب غير أن وتيرة سير الأشغال التي تسير بخطى السلحفاة جعلته بعيد المنال، وينتظره شباب المنطقة بفارغ الصبر نظرا لانعدام أي فضاء ترفيهي أو ثقافي بديل على غرار مكتبة أو قاعة مطالعة أو مقهى للإنترنت لانعدام شبكة الهاتف النقال بالمنطقة· انعدام وسائل النقل يجبر السكان على قطع 5 كم مشيا على الأقدام لا تزال وسائل النقل منعدمة بقرية ايقوراس لحد الساعة حيث أنه يجد سكان المنطقة أنفسهم مضطرين على قطع مسافة طويلة تصل إلى غاية 5 كيلومترات من أجل الوصول إلى محطة (سيدي اعلي اويحيا) أين تتواجد وسائل نقل تمكنهم من الوصول إلى وسط المدينة من أجل اقتناء حاجياتهم أو الالتحاق بمناصب عملهم، وهو الأمر الذي يتعقد على المواطنين في فصل الشتاء أين يكثر البرد والأمطار، ويلتحقون بها في وسط محفوف بالمخاطر خاصة في الصباح الباكر أين تكثر الاعتداءات على المواطنين من قبل الأشرار والسارقين، الظروف القاسية المترصدة بهذه القرية تعجل بتحولها إلى منطقة خالية من عروشها نظرا لموجات النزوح التي تعرفها باستمرار بحثا عن حياة أفضل خارجها·