يتقاسم، سكان قرية إبوراسن ببلدية مكيرة الواقعة على بعد 50 كلم غرب عاصمة جرجرة، مرارة البؤس والتخلف منذ سنوات الاستقلال إلى يومنا هذا، فهي تفتقر المنطقة لأدنى ضروريات العيش الكريم، حيث لم تسجل أي مشاريع تنموية من شأنها أن تخرجها من دائرة العزلة والتهميش· ويأتي في مقدمة النقائص التي تواجها هذه القرية المنسية إهتراء الطريق الذي يتميز بكثرة الأوحال والحفر حيث لم يتم إعادة ترميمه منذ سنوات عكس القرى الأخرى التابعة لبلدية مكيرة حيث استفاد معظمها من مشاريع تزفيت· وتفتقر هذه القرية لوحدة صحية، حيث يضطر السكان لقطع مسافات كبيرة من أجل الوصول إلى المركز الصحي المتواجد بمكيرة وتيزي غنيف، وفي الكثير من الأحيان تسبب هذه التنقلات في مضاعفات صحية للمرضى· وفي سياق متصل، طرح السكان الإنعدام التام للمرافق الترفيهية ما يحرم الشباب من فضاءات لقضاء أوقاتهم، ومشكل البطالة الذي يتربع على عرش قائمة المشاكل بسبب الإنعدام التام لفرص الشغل، ناهيك عن مشاهد الرحلات اليومية التي يقطعها الأطفال بحثا عن مياه الشرب طيلة فصول السنة بما في ذلك فصل الشتاء، حيث يلجأون إلى الجبال والمناطق الغابية لجلب الماء، وما يدل على أن هذه القرية تواجه أزمة عطش حادة هو الانتشار الكبير والملفت للإنتباه للحمير في المنطقة حيث يعتمد عليها السكان لجلب الماء إلى منازلهم· وإلى جانب ذلك تعتبر رحلة البحث عن قارورات غاز البوتان مشكلا عويصا أيضا يؤرق السكان خلال هذه الفترة، حيث صرح أحد السكان أنهم يقطعون أزيد من 15 كلم للحصول على قارورة الغاز، وبعض العائلات تعتمد في الطهي والتدفئة على الحطب الذي تبقى الوسيلة الوحيدة لمواجهة البرودة الشديدة التي تشهدها المنطقة· وطرح فلاحو قرية إبوراسن الغياب الكلي لكل أنواع الدعم الفلاحي، فبالرغم من اللوحة الجميلة التي رسمتها الطبيعة الخلابة لهذه القرية الريفية إلا أن السكان محرومون من مساعدات الدولة التي من شأنها أن تحسن أحوالهم المعيشية· ونظرا لتفاقم المعاناة والنقائص لم يخف بعض السكان أن العديد من العائلات هاجرت القرية ورحلت إلى المناطق الأخرى، واضطرت للعيش في بيوت قصديرية داخل المناطق الحضرية هروبا من حياة البؤس والشقاء·