يعد جانب النظافة عبر المؤسسات التربوية خاصة الابتدائية منها العنصر الأهم في تحسين العملية التربوية ككل وأداء المعلم والتلميذ على حد سواء، فولاية المسيلة تعرف تباينا في التكفل في هذا الجانب بين مدرسة وأخرى من تكفل حسن إلى متوسط إلى منعدم خاصة بالأجنحة الصحية وحجرات الدراسة، حيث تفوق طلبات إنشاء أجنحة صحية ودورات المياه بالولاية الغلاف المالي المخصص لهذا الجانب، إضافة إلى عدم وعي بعض الإدارات التربوية بهذا الجانب· حسب ما يذهب إليه رئيس لجنة التربية والتكوين بالمجلس الشعبي الولائي (مسعود عامر) فإن انعدام المياه الموجهة للنظافة في الأجنحة الصحية والمراحيض بالمدارس التربوية خلفت وضعية كارثية، حيث أكد وجود حالات لا يمكن تصورها مثل تسرب مياه المراحيض في ساحة المؤسسة التربوية لبعض المتوسطات التي لا تعرف استقرارا في الإطار التربوي بالولاية، الأمر الذي خلق انتشار بعض الأمراض المتنقلة للتلاميذ عن طريق مثل هذه المظاهر الدالة على انعدام عنصر النظافة بالمؤسسات التربوية، في حين أكد ذات المتحدث أن المبالغ المالية المرصودة لترميم وتهيئة المدارس الابتدائية والمتوسطة لا تتعدى 58 مليون دينار وهو مبلغ لا يغطي احتياجات المؤسسات الكثيرة عبر تراب الولاية والتي تحتاج لعمليات ترميم وصيانة وتوفير المرافق الصحية ودورات المياه بها، وقد خصص خلال ميزانية 2011 لذات العمليات ما يقارب 91 مليون دينار لتهيئة المدارس الابتدائية و 80 مليون دينار للتعليم المتوسط و57 مليون دينار للتعليم الثانوي، وتجدر الإشارة أن هناك طلبات كثيرة لترميم المؤسسات التربوية وإنشاء المرافق بها تفوق بكثير المبالغ المرصودة لذلك، ويرجع مسعود عامر إشكال وجود هذا النقص الفادح في المرافق الصحية بالمؤسسات التربوية إلى المسيرين بالمؤسسة بالنسبة للتعليم المتوسط والثانوي والبلدية بالنسبة للتعليم الابتدائي العاجزين فعليا عن رفع هذه الانشغالات للجهات الوصية قصد التكفل بها ميدانيا، وبالتالي يبقى المتمدرس هو الضحية في غياب عنصر التكفل الصحي بالمؤسسة التربوية، ومن جهتهم أولياء التلاميذ عبروا عن عدم رضاهم للوضع الكارثي الذي تعيشه المدارس وخاصة الابتدائية من غياب للنظافة والأمن بداخل الحجرات والساحات التربوية وهو ما أكده رئيس فيدرالية أولياء التلاميذ محمد بوزعرورة الذي عبر عن عدم رضاه بالغياب شبه التام لعنصر النظافة بالمدرسة الابتدائية، مرجعا السبب لنقص العمال بالمدارس الابتدائية التابعة للبلديات من ناحية التسيير والمتابعة، هذه الأخيرة العاجزة كليا عن توفير العمال الدائمين وكذلك المياه الصالحة للشرب والموجهة للنظافة، ومن جهته أرجع السيد مدير التربية للولاية إدريس حسونة السبب لشساعة رقعة الولاية وكثرة المؤسسات التربوية بها والتي فاقت 954 مدرسة ابتدائية والتي غطيت أغلبها ضمن برنامج طموح قصد التكفل بمتطلباتهم في مجال النظافة والبناء والمرافق اللازمة للعملية التربوية الصحيحة بالتنسيق مع رؤساء البلديات، كاشفا عن وجود برنامج ضخم خلال سنة 2012 للتكفل بالمؤسسات التربوية بالولاية· وكعينة فقد أحصت بلدية المسيلة على لسان رئيسها عمار جريو 71 ابتدائية و 39 مطعما مدرسيا خصصت لها فرق للتكفل بالنظافة والإنارة والصيانة والترميم وغيرها من المتطلبات الأخرى في حدود إمكانياتها التي لا يمكنها أن تغطي جميع المؤسسات، منها 34 مدرسة تم منح الاستشارة لإنجاز الأشغال بها، ويبقى عنصر النظافة شبه غائب بالمؤسسات التربوية وخاصة الابتدائية منها العنصر الأهم في إنجاح العملية التربوية والرقي بها نحو الأفضل·