تدعمت الساحة الأدبية التاريخية بالجزائر بصدور كتاب جديد يحكي نموذجا آخر من الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي لصاحبه المجاهد أمين قسمة المجاهدين بالمسيلة الحاج أحمد زرواق بن العدوي، والذي يختزل فيه مسيرة عطاء وتضحيات شعب ومسيرته الشخصية ودوره القيادي إبان الثورة، الكتاب الذي صدر مؤخرا عن دار النشر المؤسسة الصحفية بالمسيلة والتي أنجزت العديد من المذكرات لمجاهدين قلائل بالمنطقة ممن اعتنقوا أو ساروا على درب كتابة مذكراتهم التاريخية اليوم، كما يعد الكتاب نمطا مسايرا لسنة التاريخ التي أطلقتها وزارة المجاهدين هذا العام· مضمون الكتاب أو مسيرة مجاهد قسم إلى ثلاثة فصول مترابطة في تواريخها وأحداثها التي جرت على أرض منطقة الحضنة ومناطق متاخمة أخرى وامتدت إلى خارج تراب الجزائر، الفصل الأول الذي كان مخصصا للتعريف بالمجاهد ابن منطقة امسيف حاليا والتي كانت تعرف بالحملات سابقا نسبة لسيدي حملة، وعن أسرته المحافظة أبا عن جد وعن أحلى اللحظات التي ما يزال يذكرها في الجبل المشهور جبل محارقة وكلام الشهيد الراحل سي الحواس لما زار المنطقة، والتي تزامن قدومه فيها مع العدوان الثلاثي مع مصر والكلمات التاريخية التي شحذت همم المجاهدين في تلك الفترة العصيبة، كما تكلم في كتابه أيضا عن دوره في التحرك والربط والتزويد بالسلاح مع العلم أنه كان برتبة ضابط، حيث تكلم بإسهاب عن تلك اللحظة التي ذهب فيها إلى تونس رفقة زميله في الكفاح محمد عثماني بالرغم من الصعاب التي حامت حول القضية إلا أنهم استطاعوا أن يدخلوا تونس، وجلب أسلحة ألمانية حديثة كان لها وقعها الإيجابي في تحديد مسار الثورة المباركة، وتحدث عن استعانة القيادة الثورية بضابط فرنسي في تلك الفترة بغرض تركيب سلاح ألماني يعرف ب(مورطي) لم يعرف المجاهدون تركيبه، تسلسل الوقائع التاريخية ترابط مع فصله الثاني الأكثر حماسية والذي يتحدث عن أهم المعارك الحاسمة بالمنطقة على غرار معركة لوذج سنة 1956، معركة شعبة الرمل سنة 1957 والتي استطاع فيها المجاهدون أن يدحروا كيان العدو عبر إسقاط 8 طائرات حربية، يضاف إليهم معارك وهجمات على مراكز وثكنات العدو· أما الفصل الثالث فهو الذي اختار أو آثر فيه الحاج زرواق أن يحكي فيه أهم اللحظات التاريخية التي صادفته وعن رفاق دربه ممن استشهدوا وكذلك من هم على قيد الحياة، بالإضافة إلى نشره جملة من الصور التاريخية لمجاهدين وأبطال الثورة المباركة·