اجتاحت الثلوج المتساقطة بكثافة مختلف أرجاء القطر الوطني، واقتربت إلى حد كبير من السواحل، الأمر الذي أدى إلى قطع العديد من الطرقات، وتسجيل انخفاض محسوس في درجات الحرارة، وموجة برد غير مسبوقة هذا الموسم، حيث قدرت درجة الحرارة بالعاصمة، مثلا، ليلة الأحد إلى الإثنين بدرجة واحدة فوق الصفر، وهي أدنى درجة تسجلها ولاية الجزائر منذ بداية فصل الشتاء· وتسببت الاضطرابات الجوية التي عرفتها مختلف ولايات الوطن، والمتميزة بتساقط كثيف للثلوج، في قطع عدد كبير من الطرقات، في وسط وشرق وغرب البلاد، وفي عزلة عشرات القرى والمداشر والمدن الصغيرة، وكذا في عجز عدد من التلاميذ عن الالتحاق بمدارسهم، والوضع مرشح للاستمرار في الساعات القادمة، في انتظار عودة درجات الحرارة إلى الارتفاع بصفة تدريجية خلال الأيام القادمة· وفي هذا السياق، تسببت الثلوج المتساقطة بولاية البليدة ليلة الأحد إلى الاثنين في قطع الطريق الوطني رقم 37 الرابط بين البليدة والشريعة حسب ما علم عن مصالح الحماية المدنية· وأوضح نفس المصدر أن الشطر المعني بتوقف حركة السير بدأ عند المنطقة المسماة (بني علي) المؤدية إلى مرتفعات الشريعة· من جهتها تدخلت مصالح بلدية الشريعة من أجل إعادة فتح الطريق أمام مستعمليه بتسخير معدات هامة علما أن كميات هامة من الثلوج تساقطت على المنطقة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية والتي سجلت في مرتفعات الأطلس البليدي وصولا إلى المناطق التي يزيد علوها عن 200 متر عن سطح البحر· وحملت التقلبات الجوية المسجلة خلال الساعات الأخيرة بولاية البليدة تساقطا كبيرا للثلوج على الأطلس البليدي وبوتيرة اقل منها على مدينة البليدة· وفي هذا الصدد اكتست المحطة المناخية للشريعة الواقعة على بعد حوالي 18 كلم من البليدة بمعطف أبيض من الثلوج التي غطت الغطاء الغابي للحظيرة الوطنية إلى غاية سفوح الأطلس البليدي فيما استيقظ سكان مدينة البليدة على معطف أبيض خفيف غطى طرقات المدينة· كما سجلت منطقة المتيجة انخفاضا مفاجئا في درجات الحرارة ليلة الأحد إلى الاثنين مما تسبب في برد قارس فيما عرفت مناطق سفوح الجبال بكل من موزاية والعفرون والصومعة تضاعفا في تساقط الثلوج لكن دون عرقلة حركة المرور· إلى ذلك، تسببت الاضطرابات الجوية التي عرفتها ولاية البويرة والتي ميزها تساقط كميات معتبرة من الأمطار والثلوج في غلق جزئي للعديد من الطرقات الوطنية والولائية مع تسجيل صعوبة كبيرة في السير على محاور هذه الطرقات· ولتدارك الوضع عززت مصالح الأشغال العمومية والحماية المدنية تواجدها بهذه المحاور لإزاحة الثلوج وإعادة فتح الطرقات أمام مستعمليها· واستنادا لخلية الاتصال بمديرية الحماية المدنية فإن الوضعية تميزت صبيحة الإثنين بإحصاء عدة طرق مقطوعة جزئيا أمام حركة السير كالطريق الوطنى رقم 8 في المكان المسمى فج ديرة وعلى مستوى المنطقة المسماة الخرط بجنوب سور الغزلان وكذا الطريق الوطني رقم 62 الرابط بين الدشمية بإتجاه ولاية المدية والطريق الولائي رقم 5 الرابط بين البويرة وبلدية عين الترك ورقم 6 الرابط بين عاصمة الولاية وبلدية آث لعزيز شمالا إلى جانب الطريق الولائي رقم 12 الذي يربط بين منطقتي المعمورة وريدان أين سارعت الجهات المعنية بفتح هذه الطرقات أمام مستعميلها · وتوقفت من جهة أخرى حركة المرور على محاور بعض الطرق الوطنية الأخرى بالمنطقة الشرقية للولاية كالطريقين الوطنيين رقم 15 و30 المؤديتين من امشدالة إلى تيزي وزو مرورا بأعالي تيرورذة (رقم 15) وتزي نكولال (رقم 30) والطريق الوطني رقم 33 الذي يربط بين عاصمة الولاية والمنطقة السياحية تكجدة نحو ولاية تيزي وزو مرورا بأعالي تزي نكولال والتي شلت تماما بفعل كمية الثلوج المتساقطة· كما سجل غلق بعض من المؤسسات التربوية وعلى وجه الخصوص تلك المتواجدة في المناطق النائية والريفية مثل اليثن ومزارير ببلدية سحاريج حسب رئيس بلديتها· كما تساقطت الثلوج بغزارة صباح أمس الاثنين بولاية سطيف ما أدى إلى عزل المنطقة الشمالية بصفة مؤقتة بسبب عدم صلاحية عديد المحاور الطرقية حسبما علم من مصالح الأرصاد الجوية· وقد أدى هذا التساقط الذي بلغ سمكه من 25 إلى 60 سنتيمترا إلى توقيف حركة المركبات عبر المحاور المؤدية لمدن كل من عين الكبيرة وبوقاعة وبني فودة فضلا عن عدة مناطق أخرى إلى جانب سفح جبل مغرس بارتفاع (1.700 متر) وضواحي عدة وبخاصة طكوكة· واستنادا لمصالح الأرصاد الجوية التي يوجد مقرها بمطار 8 ماي 1945 فإن هذا التساقط للثلوج مسّ كل المنطقة ووصل إلى غاية المنطقة الجنوبية بالقرب من قلال وحمام السخنة وعين ولمان· وأوضحت ذات المصالح بأن تساقط الثلوج هذا قد رافقه انخفاض محسوس في درجات الحرارة وصل إلى (أقل من 4 درجات في الصباح)· وقد تم تسخير جميع الوسائل اللازمة لإزالة الثلوج على مستوى البلديات التي مسها هذا التساقط، كما تم تنصيب خلية متابعة على مستوى الأمانة العامة للولاية· وغير بعيد عن سطيف، تسببت الثلوج المتساقطة على المرتفعات الجبلية منذ ليلة الأحد إلى الاثنين بولاية باتنة في عرقلة حركة المرور على أغلب المحاور الجبلية حسب ما أستفيد من مصالح الدرك الوطني· وأوضح ذات المصدر أن حركة المرور أصبحت صعبة جدا لاسيما على الطرق الوطنية رقم 31 الرابط بين آريس وباتنة مرورا بوادي الطاقة و77 الرابط بين باتنة ومروانة مرورا بحيدوسة و87 الرابط بين عاصمة الولاية وثنية العابد· وبالمدية، تسبب تساقط الثلوج في غلق العديد من محاور الطرقات، حيث أدت الكميات المعتبرة للثلوج في توقف حركة المرور بشكل مؤقت على مستوى محور الطريق الوطني رقم 60 الرابط بين قصر البخاري وأولاد عنتر وبين العيساوية والعمارية بالطريق الوطني رقم 64· كما تسببت التقلبات الجوية في غلق الطرق الولائية رقم 28 و38 و01 الرابطة على التوالي بين مناطق عزيز ودراق وعين بوسيف والحدود الشمالية مع ولاية الجلفة وعين بوسيف وأولاد معارف· ومن جهتها أفادت مصالح الحماية المدنية بغلق محور بالطريق الولائي رقم 19 الرابط بين قصر البخاري وسبت عزيز والطريق الوطني رقم 60 أ الرابط بين عين بوسيف وشلالة العذاورة علاوة عن محاور الطريقين الولائيين رقم 90 و225 اللذين يربطان بين مناطق سيدي ربيع ومزغنة وكذا المحور الرابط بين مغراوة وولاية البويرة·