اعتاد مستعملو الطريق الوطني رقم 09 الرابط بين خراطة وبجاية وبالتحديد بضواحي شعبة الآخرة، على رؤية قرد الماغو المنتمي إلى فصيلة الثدييات والذي يظهر على جانبي الطريق القديم لتحية المسافرين وتسلم له قطع من الخبز والفول السوداني وغيرها من المأكولات التي تنقذه من الجوع، هذا بالرغم من الآثار السلبية الكثيرة المترتبة عن تخريب النظام الغذائي لهذه الحيوانات من طرف الإنسان، والذي يجعلها مهددة بأخطار الانقراض والفناء. وإذا كان الماغو يثير في الكثير من الأحيان فضول المارة خاصة الأطفال منهم، الذين يستعملون كل الطرق و الوسائل الممكنة للتقرب منه، وتحديدا لأخذ صور فوتوغرافية إلى جانب هذا الحيوان المهدد بالانقراض، إلا أنه أي (القرد) كثيرا ما يقوم بشن هجمات خطرة على بعض السائقين المتهورين للرد وبطريقة عنيفة على اعتداءات البعض الآخر الذين يرشقونه بالحجارة، ما يتطلب وضع إستراتيجية صارمة لأجل مراقبة وحماية هذا النوع النادر من القردة من جهة، وتجنيبه مضايقات المواطنين ومستعملي ذات الطريق، و الحفاظ على فصيلته من الانقراض، وتحسيس المواطنين من جهة أخرى كيفية التعامل معه و الحفاظ عليه. ويعد قرد الماغو من بين 15 فصيلة من الثدييات التي تم جردها و يتخذ من الجزائر والمغرب موطنا له، يعيش بصفة خاصة في غابات البلوط بخراطة و تاسكريوت، لكنه تقلص خلال السنوات الأخيرة بسبب الإتلاف الرهيب الذي ظل يطال وسطه الطبيعي، و يتعلق الأمر في هذا الصدد بالغطاء الذي يتعرض باستمرار للحرائق، و يعتبر الماغو من القردة النادرة التي تعيش في الثلوج والصقيع شتاء و تتخذ من المناطق الوعرة و المغطاة بالغابات ملجأ لها. و تتعدد مصادر غذاء قرد الماغو لكن يطغى عليه الغذاء النباتي، حيث يتغذى هذا الحيوان على البلوط وأوراق الأشجار والجذور، و عندما تكتسح الديدان أوراق أشجر البلوط في فصل الربيع تزداد فرص الأكل لدى " الماغو" إذ تمثل الديدان الأكلة المفضلة لهذا الحيوان وبإمكان القرد البالغ أن يلتهم 50 دودة في ظرف دقيقة واحدة وهو يسهم بذلك في الحفاظ على الغابة و الإبقاء عليها. و يتكاثر " الماغو" بانتظام وفق الفصول بحيث تكون الولادات في الربيع الذي يتميز بطقس لطيف و خاصة بوفرة الغذاء و يزن " الماغو" عند الولادة أكثر من 800 غ ويمكنه أن يعيش في حالته الطبيعية وفي غياب حيوانات مفترسة. و لقردة الماغو إقليمها الخاصة والأشجار التي تجعل منها ملاذها ليلا، وفي مطلع النهار تشرع القردة في ممارستها العادية مثل البحث عن الغذاء أو الاعتناء بالقردة الحديثة العهد بالولادة واللعب معها إلى غير ذلك من السلوكات اليومية، وحسب العارفين بهذا الحيوان فانه يشكل حلقة هامة للسلسلة الغذائية بحيث يتغذى في فصل الربيع على كميات معتبرة من الديدان التي تأكل أوراق الأشجار و يساهم في الحد من أعدادها دون إلحاق أضرارا كبيرة بالنبات، فضلا عن مساهمته في إثراء التنوع البيولوجي و هو أيضا مورد هام لترقية سياحة الاستكشاف.