اعتاد مستعملو الطريق الوطني الرابط بين تيزي وزو وبجاية وبالتحديد بضواحي ياكوران على رؤية قرد الماغو المنتمي إلى فصيلة الثدييات والذي يظهر على جانبي الطريق لتحية المسافرين أين تسلم له قطع من الخبز والفول السوداني وغيرها من المأكولات التي تغنيه عن الجوع. وإذا كان الماغو يثير في الكثير من الأحيان فضول المارة، خاصة الأطفال منهم والذين يستعملون كل الطرق للتقرب منه، خاصة لأخذ صور فوتوغرافية إلى جانب هذا الحيوان المهدد بالانقراض، إلا أنه أي (القرد) كثيرا ما يقوم بشن هجومات على بعض السائقين المتهورين وخاصة للرد وبطريقة عنيفة على اعتداءات البعض الآخر الذين يرمونه بالحجارة. يعتبر قرد الماغو من بين 15 فصيلة من الثدييات التي تم جردها ويتخذ من الجزائر والمغرب موطنا له، يعيش خاصة في غابات البلوط بياكوران لكنه تقلص خلال السنوات الأخيرة بسبب الإتلاف الرهيب الذي ظل يطال وسطه الطبيعي، ويتعلق الأمر في هذا الصدد بالغطاء الذي يتعرض باستمرار للحرائق. ويعد الماغو من القردة النادرة التي تعيش في الثلوج والصقيع شتاء وتتخذ من المناطق الوعرة والمغطاة بالغابات ملجأ لها. وتتعدد مصادر مأكولات قرد الماغو لكن تطغى عليها النباتية حيث يتغذى هذا الحيوان من البلوط وأوراق الأشجار والجذور، وعندما تكتسح الديدان أوراق أشجار البلوط في فصل الربيع تزداد فرص الأكل لدى »الماغو« إذ تمثل الديدان الأكلة المفضلة لهذا الحيوان وبإمكان القرد البالغ أن يلتهم 50 دودة في ظرف دقيقة واحدة وهو يساهم بذلك في الحفاظ على الغابة والإبقاء عليها. يتكاثر »الماغو« بانتظام وفق الفصول بحيث تكون الولادات في الربيع الذي يتميز بطقس لطيف وخاصة بوفرة الغذاء ويزن »الماغو« عند الولادة أكثر من 800غ ويمكنه أن يعيش إما في حالته الطبيعية وفي غياب حيوانات مفترسة. ولقردة الماغو إقليمها الخاص والأشجار التي تجعل منها ملاذها ليلا، وفي مطلع النهار تشرع القردة في ممارساتها العادية مثل البحث عن الغذاء أو الاعتناء بالقردة الحديثة العهد بالولادة واللعب معها إلى غير ذلك من السلوك اليومي. وحسب العارفين بهذا الحيوان فإنه يشكل حلقة هامة للسلسلة الغذائية بحيث يتغذى في فصل الربيع بكميات معتبرة من الديدان التي تأكل أوراق الأشجار ويساهم في الحد من أعدادها دون إلحاق أضرارا كبيرة بالنبات، فضلا عن مساهمته في إثراء التنوع البيولوجي وهو أيضا مورد هام لترقية سياحة الاستكشاف. صونيا قرس