دعا رئيس مجلس الأمّة السيّد عبد القادر بن صالح الجزائريين للمشاركة بقوّة في التشريعيات، وقال إن من شأن (مشاركة الشعب القوية في الانتخابات المقبلة إحباط كافّة المحاولات الرّامية إلى زعزعة استقرار البلاد والمكاسب التي تمّ تحقيقها)· وتطرّق السيّد بن صالح في كلمة ألقاها بمناسبة اختتام أشغال الدورة الخريفية لمجلس الأمّة إلى مختلف القرارات التي اتّخذتها الحكومة لضمان نجاح هذا الموعد الذي سيكون (حدثا هامّا تعيشه البلاد) والمتمثّلة في (تمكين الأحزاب من المراقبة واشراك رجال القضاء في الإشراف على عملية الانتخابات)، فضلا عن (دعوة المراقبين الدوليين ورجال الإعلام الأجانب)· وفي هذا السياق، أوضح رئيس مجلس الأمّة أن الدولة (ستوفّر كافّة التسهيلات للمراقبين الدوليين ورجال الإعلام الأجانب قصد تمكينهم من تأدية مهمّتهم في إطار الشفافية التامّة ووفق ما توجبه القواعد الدولية)· وفي هذا السياق، أكّد السيّد بن صالح أن الساحة السياسية الوطنية تعرف هذه الأيّام (حركية غير عادية تتمثّل في سعي أحزاب جديدة لعقد مؤتمراتها التأسيسية بغية تحقيق وجودها القانوني وأخرى تدرس إمكانية المشاركة في الانتخابات المقبلة من عدمها، فيما تنشغل أحزاب أخرى بتنظيم شؤون البيت استعدادا لخوض المنافسة الانتخابية)· ووصف رئيس مجلس الأمّة هذه الحركية السياسية ب (المشجّعة لتنفيذ الرّغبة المتقاسمة ما بين الأغلبية الحزبية النّاشطة وما بين مؤسسات الدولة الساهرة على تنفيذ مضمون قوانين الإصلاحات)· كما قال السيّد بن صالح في ذات الصدد إن (الأغلبية ضمن الطبقة السياسية أضحت الآن متأكّدة من صدق نيّة وجدّية الرّغبة التي عبّر عنها الرئيس بوتفليقة في أكثر من مناسبة بغرض التغيير)، مبرزا سعيها في أن (تتكيف وتعمل في إطار القوانين الجديدة)· من جهة أخرى، أكّد رئيس مجلس الأمّة أن الدورة الخريفية العادية لمجلس الأمّة التي اختتمت أشغالها يوم الخميس كانت (دورة ثرية، سواء في محصّلتها التشريعية أو في نشاطها البرلماني)، مضيفا أن هذه الدورة كانت (متميّزة عن سابقاتها كونها جاءت عقب مشاورات سياسية جرت مع الأحزاب والشخصيات الوطنية ومكوّنات المجتمع المدني في ظلّ أجواء اتّسمت بالحيوية)· وتميّزت هذه الدورة حسب رئيس مجلس الأمّة ب (المصادقة على نصوص في غاية الأهمّية سيترتب عنها تعزيز المنظومة القانونية الأساسية وترسيخ قواعد الديمقراطية التي ستمارس بشكل أعمق وضمن منظور أوسع وعلى كافة المستويات)· وأضاف السيّد بن صالح إنه بالإضافة إلى قوانين الإصلاحات جاءت الدورة أيضا ب (نصوص أخرى هامّة أتى بعضها لسدّ فراغ قانوني كان موجودا، في حين أن الأخرى كانت لأهمّيتها الدستورية)· ومن جهته، عبّر السيّد عبد العزيز زيّاري رئيس المجلس الشعبي الوطني عن أمله في أن يعي المواطنون أهمّية الانتخابات التشريعية القادمة، وأن تواصل السلطات المعنية التحسيس بهذا الاستحقاق عبر كافّة وسائل الاعلام· وأبرز السيّد زيّاري في كلمة ألقاها خلال الجلسة الختامية للدورة الخريفية للمجلس أهمّية (التركيز على مخاطر العزوف وأثاره على شرعية الانتخابات)، مشيرا إلى أن الهيئة النّاخبة مسؤولة بشكل مباشر عن نتائج الانتخابات· وفي هذا السياق أضاف السيّد زياري قائلا أن (الهئية النّاخبة مسؤولة عن اختيار ممثّليها من الرجال والنّساء وما يقدّمن من برامج انتخابية تعبّر عن تطلّعات الأمّة، سواء عن طريق الأحزاب أو المرشّحين الأحرار، وهي سيّدة في اختيارها ومستقبلها بين يديها)· وتأسّف زيّاري للانتقادات غير الموضوعية التي تمّ توجيهها للمجلس الشعبي الوطني، مشيرا إلى أن هذه الانتقادات كان الغرض منها (إلحاق الضرر) بمؤسسة دستورية تكرّس الديمقراطية·