دشن عمدة مدينة ستراسبورغ الفرنسية رولاند ريس الإثنين أول مقبرة عامة للمسلمين في فرنسا في منطقة الإلزاس· وقال ريس أثناء افتتاح المقبرة التي تبلغ مساحتها 1.25 هكتار: (هذا يعتبر مواصلة للتعايش المتناغم بين الأديان المختلفة في ستراسبورغ)· وكان المسلمون في فرنسا يدفنون موتاهم من قبل في أجزاء خاصة بمقابر (المسيحيين)· وعلى خلاف باقي المناطق في فرنسا، يمكن في منطقتي الإلزاس واللورين تخصيص مبالغ من المال العام لدعم بناء مؤسسات دينية، وساهمت مدينة ستراسبورغ بنحو 800 ألف أورو في إعداد المقبرة· جدير بالذكر أن هناك 140 ألف مسلم يعيشون في الإلزاس، بينهم 45 ألفًا في عاصمتها ستراسبورغ· وتسع المقبرة لنحو ألف مدفن، وسيُدفن المسلمون فيها في اتجاه مكة وفقًا لتعاليمهم الدينية، لكن لن يسمح للمسلمين بدفن موتاهم في كفن فقط، حيث يتعين في فرنسا دفن الموتى في توابيت· ومن المقرر أن تُجرى مشاورات بين ممثلين عن المسلمين والسلطات الفرنسية لبحث ما إذا كان من الممكن تخفيف هذا الإلزام لإجراء الدفن وفقًا لتعاليم الإسلام· وكان مواطنون فرنسيون قد كتبوا العديد من العبارات العنصرية المناهضة للإسلام على جدران مسجد (جلونيير) في (فرنسا)· وذكرت مصادر محلية أنه تمت كتابة عبارات عنصرية على جدران المسجد مثل (لا للإسلام)، و(فرنسا للفرنسيين)، و(الإسلام خارج فرنسا)· وجاء هذا التدنيس الجديد بعد الاعتداء على عشرات المساجد وكذا المقابر خلال الشهور الأخيرة بفرنسا في مؤشر واضح على مدى اتساع نطاق العداء للإسلام في البلد· وقد أدانت (جمعية النور الإسلامية) هذا الهجوم، ونددت في بيان لها بأن هذا العمل لا يمكن فصله عن المناخ المتوتر والتحريضات التي يمارسها قادة سياسيون تجاه السكان المهاجرين المسلمين· وطالبت الجمعية السلطات ببذل كل الجهود للعثور على منفذي تلك الجريمة ومعاقبتهم· وكانت الأعمال والتهديدات المعادية للمسلمين والمسجلة لدى الشرطة والدرك على الأراضي الفرنسية قد ارتفعت خلال عام 2011 بنسبة 34% مقارنة مع العام السابق· وذكر عبد الله زكرى -المرصد الوطني الفرنسي لمكافحة العداء للإسلام- أن هذه الأرقام تم استخلاصها من إحصاءات رسمية· ويتبع المرصد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، وهو هيئة حوار مع السلطات يتم اختيار أعضائه بالانتخاب·