تعرض صباح أمس ما بين 20 إلى 30 قبرا في الجناح المخصص للمسلمين بمقبرة ستراسبورغ الفرنسية إلى التدنيس من قبل مجهولين ألحقوا أضرارا بشواهد عدد من القبور التي وجدت مكسورة أو مقلوبة، وقد سارعت السلطات المحلية لمدينة ستراسبورغ إلى التنقل إلى المدفن، فيما فتحت السلطات الأمنية تحقيقا لمعرفة الضالعين في هذه الجريمة لا سيما وأنها الثانية من نوعها التي تتعرض لها قبور المسلمين في هذه المدينة. نقلت أمس وكالة رويترز عن أوليفيي بيتز مساعد رئيس بلدية ستراسبورغ المكلف بالأمن والأديان أن عددا من القبور التي تعود للمسلمين تعرضت شواهدها للتحطيم أو القلب، وقدر المتحدث عدد القبور التي دنسها مجهولون ما بين 20 و30 قبرا. وقد سارع رئيس البلدية ووكيل الجمهورية إلى مكان الحادثة والوقوف على الأضرار التي لحقت بالجناح المخصص للمسلمين في مقبرة ستراسبورغ، فيما فتحت الشرطة تحقيقا في القضية، خاصة وأنها الثانية من نوعها في ظرف أشهر قليلة فقد سبق وأن تعرضت مقابر لمسلمين في المدينة نفسها شهر جويلية الفارط إلى التدنيس، مما أثار حفيظة الجالية المسلمة في هذه المدينة والتي يشكل الفرنسيون من أصول جزائرية أغلبيتها، كما نددت السلطات المحلية آنذاك بهذا العمل العنصري وبادرت بإصلاح الأضرار التي تعرضت لها قبور المسلمين على نفقة البلدية، وتجدر الإشارة إلى إن مدينة ستراسبورغ هي أول مدينة فرنسية تبادر في جوان الفارط بإنشاء مدفن خاص بالطائفة المسلمة تديرها هذه الأخيرة وسيفتتح رسميا في خريف 2011. وقد استنكر عبد العزيز شكري المندوب العام للمسجد الكبير في ستراسبورغ هذا العمل التخريبي الثاني من نوعه في ظل أشهر، ووصفها بالعمل الجبان، وقال إنها اهانة للضمير الجماعي. وقد لجأت وزارة الداخلية الفرنسية قبل أشهر قليلة إلى توقيع اتفاق مع رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية محمد موسوي يهدف إلى تحسين مراقبة الأفعال والتهديدات المناهضة للمسلمين التي عرفت تزايدا لافتا في السنوات الأخيرة مما أصبح ينذر بظاهرة عنصرية خطيرة لاستهداف المسلمين، حيث تشير الإحصائيات الرسمية التي أعلن عنها الوزير الفرنسي أن هذه الأعمال العنصرية التي شهدتها فرنسا السنة المنقضية بلغت 1026، منها 220 حادثا و806 تهديدات، وأن بين هذه الأعمال العنصرية 314 عملا ألحقت أضرارا بالمسلمين وبأماكن عبادة تعود للمسلمين. وكان وزير الداخلية الفرنسية الأسبق، جان بيير شوفانمون الذي زار الجزائر منتصف الأسبوع، قد اعترف في تصريحات صحفية عقب اللقاء الذي جمعه بنائب الوزير الأول نور الدين يزيد زرهوني بوجود حالة من اللاتسامح إزاء الديانات في فرنسا، في إشارة واضحة منه إلى ظاهرة الإسلاموفوبيا أو معاداة الإسلام.