تتناقل الكثير من المواقع الإلكترونية والمنتديات لا سيما الخاصة بصحة الأم والطفل والصحة عموما، حوادث مرعبة عن وفيات أطفال رضع تسبب فيها آباؤهم، وأمهاتهم، عن غير قصد، أثناء نومهم معهم في سرير واحد، وهي الأخبار والحوادث التي أرعبت العديد من الأمهات، ودفعتهن إلى إبعاد أطفالهن عن النوم معهن في نفس الفراش، لاسيما من جيل الأمهات الجديدات اللواتي يثقن ثقة كلية وعمياء، في ما يجدنه على الشبكة العنكبوتية وفي الدراسات الطبية الحديثة، التي تطرح يوميا وبشكل مستمر· ويشكل نوم الطفل الرضيع مع والديه في نفس السرير موضوعا جدليا ذو آراء مختلفة، ففي أغلب الأحيان ينصح الأطباء الأولياء بوضع الطفل الرضيع في سرير صغير منفصل لحمايته، لكن بالمقابل هناك أطباء يؤكدون بأن نوم الطفل الرضيع مع والديه ممارسة آمنة جدا وطبيعية تعمل على تقوية الروابط العاطفية مع الطفل، بشرط أن يقوم الأهل باتباع قواعد السلامة الهامة، التي تضمن حماية الطفل، وراحة الأبوين في نفس الوقت· في هذا الإطار تقول إحدى الأمهات، من العاصمة، إنها كانت تضع ابنها إلى جانبها بعد الشهر الأول من ولادته، حيث صار كثير الحركة، وينام بشكل مستقطع، حيث يصحو عدة مرات في الليل، وهو ما كان يجبرها أيضا على الاستيقاظ معه لإرضاعه في كل مرة، لكنها بعد ذلك، صارت تسمع عن حوادث وفاة لأطفال رضع تسببت فيها الأمهات دون قصد، فتأذى هؤلاء الأطفال بسبب نوم الأم وغفلتها، واختناق الطفل إما بالحليب أو بالوسادة أو أي شيء آخر دون أن تنتبه الأم إلى طفلها إلا بعد فوات الأوان، وهي الحوادث التي قالت إنها أجبرتها على إعادة طفلها إلى النوم على سريره، وتحمل مشقة الاستيقاظ معه في كل مرة، عوض أن تتسبب في نهاية مأساوية، يمكن أن تصيبها بالجنون· كما أضافت من جانب آخر أن نوم الطفل بمفرده يكون صعبا في البداية، لكن بعد تعويده على ذلك، يصبح الأمر طبيعيا، ويسيرا للغاية، ومن شأنه أن يضمن الأمان للطفل والراحة النفسية والجسدية للأم أيضا· كما تقول أم ثانية إن الغربيين عموما يخصصون غرفة نوم للمولود الجديد، منذ اللحظة الأولى التي يدخل فيها إلى المنزل، ولسنا أحن على أبنائنا منهم، معتقدة أن ذلك هو من أبجديات وأساسيات التربية الصحيحة، التي من الواجب على الوالدين لا سيما في العصر الحالي الذي نعيش فيه، أن ينتبها إليها، إذا ما أرادا لطفلهما أن ينشأ وهو يتمتع بشخصية قوية، مستقلة، مع ضرورة الانتباه طبعا إلى الحاجيات الأساسية لهذا الطفل، حيث أن نومه بمفرده لا يعني إهماله كلية وإبعاده عن حضن أبويه، حيث أن تمتعه بحنانهما الكافي في لحظات عمره الأولى أمر أساسي في تنشئته بعد ذلك·