أكد منسق اللجنة الوزارية المكلفة بحماية الرضع قبل وبعد الولادة، ورئيس مصلحة الأطفال حديثي الولادة بمستشفى مصطفى باشا الجامعي،البروفيسور جميل لبان، أول أمس أن حليب الأم يقلص بثلاث مرات نسبة إصابة الأطفال بالتهاب بكتيري حاد، مقارنة بالأطفال الذين يتناولون الحليب الاصطناعي. وفي تدخل له خلال "منتدى المجاهد" بمناسبة الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية و الحملة الوطنية من أجل دعم و ترقية الرضاعة الطبيعية أوضح السيد لبان حسب وكالة الأنباء الجزائرية أن خطر إصابة الأطفال الذين يتغذون بحليب الأم بمرض تجرثم الدم أو التهاب السحايا، أقل بثلاث مرات مقارنة بأولئك الذين يتناولون الحليب الاصطناعي. في هذا الصدد أوضح نفس المتحدث أن حليب الأم و خاصة مادة " الكولوستروم" الذي تشكل الجرعة الأولى من الحليب الذي يتناوله الطفل حديث الولادة "ينتج مفعول لقاح طبيعي ويساهم في حمايته من الالتهابات البكتيرية الحادة". في هذا الخصوص ذكر المتحدث الأمهات بمنافع الحليب الطبيعي بالنسبة لهن أولا بما أنه يحفز "النوم لدى الأم و بالتالي راحتها و يقلص خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، ويحميها من فقر الدم ويقي من الإصابة من هشاشة العظام، كما يعد عاملا طبيعيا لمنع الحمل". كما أضاف هذا المختص أن الحليب الطبيعي لا يغذي فقط الطفل بل يساهم أيضا في نموه ( نمو الدماغ و العظام و الرؤية و غيرها) لأنه يحتوي على البروتينات والمواد الدسمة وهيدرات الكاربون في شكل لكتوز الذي يعتبر أساسيا لنمو الدماغ. كما أشار المتحدث إلى أن الشروط لا تكون متوفرة على الدوام لتمكين الأم العاملة من إرضاع طفلها بالشكل اللائق، مقترحا في هذا الصدد إنشاء قاعات بمكان عملهن لإرضاع أطفالهن بعين المكان، على غرار ما تم تحقيقه بالنرويج لفائدة الأمهات العاملات. من جهة أخرى دعا السيد لبان إلى التزام القطاع الصحي لفائدة الرضاعة الطبيعية من خلال تحويل المستشفيات إلى" أصدقاء الرضع" و ترك الرضيع 24/24 ساعة مع والدته و خاصة اعتماد طريقة " الكونغورو" التي تسمح بحمل الرضيع المولود الخديج على صدر أمه وتغذيته بحليبها من خلال استعمال محقنة. كما أردف قائلا إن هذه الطريقة "أثبتت نجاعتها لأن جميع الرضع الخدج الذين استفادوا منها ظلوا على قيد الحياة و هم يتمتعون بصحة جيدة".