قبل أيام قليلة شن كاتب سعودي إضرابا عن الطعام احتجاجا على استمرار بث قناة تنصيرية حاقدة على الإسلام على قمر النيل سات، ويمها تناولت بعض وسائل الإعلام المصرية والعربية القضية على نطاق محدود جدا، نطاق أقل بكثير من النطاق الذي حظي به الأخطبوط بول، مع أن قضية تلك القناة تهم كل المسلمين الذين كان دينهم ورسولهم يتعرض للشتم جهارا على تلك القناة بترخيص من السلطات المصرية.. ورغم أن الأصوات التي أبدت معارضتها لاستمرار بث تلك القناة كانت قليلة، قياسا إلى حجم الأمة الإسلامية العملاقة عدديا، إلا أن السلطات المصرية مشكورة قامت بتجميد ترخيص بثها، ليرتاح المسلمون من سب الإسلام وشتم الرسول المصطفى الكريم عليه الصلاة والسلام على الأقل على القمر الصناعي النيل سات.. وقبل أيام أيضا كتبت مجلة مصرية مقالا تهاجم فيه الحجاب والمحجبات، وتصفهن بالمنافقات، وبأوصاف أخرى خطيرة، ولو كانت هذه المجلة تصدر في دولة غير مسلمة لما أثار الأمر اهتمام أحد، ولما استحق الأمر الاهتمام فقد تعودنا على كثير من حملات السب والتشويه التي تطال كل ما له علاقة بالدين الإسلامي الحنيف، ولكن أن تأتي هذه الإساءة من مجلة تصدر بلغة القرآن في بلد يدين معظم سكانه بالإسلام وترتدي معظم بناته الحجاب فذلك ما يثير الاستغراب.. ولعل هذا الاستغراب يصبح أقل عندما نعلم أن هذه المجلة يملكها رجل الأعمال القبطي المعروف نجيب ساويرس الذي سبق له أن استخدم وسائله الإعلامية لمهاجمة الإسلام، كما سبقت له مهاجمة الإسلام في أحاديث صحفية أجرتها معه وسائل إعلام أخرى، وهو ما يعني أن هذا الرجل من النوع الذي "لا يمكن المساس به" في مصر على الأقل، فهناك خطوط حمراء عديدة في مصر، يبدو أن ساويرس هذا أحدها، وإلا فبماذا نفسر صمت الجميع حتى ذلك المحامي المعروف برفع الدعاوى القضائية على الجميع نبي الوحش، وبماذا نفسر هذا التجرؤ على الحجاب والإسلام في بلد يفتخر سكانه بأن اسمه مذكور في القرآن عدة مرات.. ثم يعجزون عن إسكات رجل يتمنى لو أن هذا القرآن لم يكن