تشهد مقرات مختلف الأحزاب، هذه الأيام، حركية غير مسبوقة، وصراعات في السر والعلن، حول أفضل المواقع الممكنة في قوائم الترشيحات للانتخابات التشريعية المقررة في العاشر من شهر ماي القادم· وإذا كان بعض الباحثين عن تصدر قوائم الترشيحات، أو الحصول على مكان بين الأوائل، يمتلكون طموحا سياسيا مشروعا جدا، ولديهم أفكار وبرامج من شأنها المساهمة في تغيير أوضاع البلاد والعباد نحو الأفضل، فإن عددا غير قليل من الباحثين عن الترشح لا همّ لهم سوى الوصول إلى كرسي النائب الذي يتيح لهم الحصول على ما لا يقل عن 30 مليون شهريا، قابلة للزيادة، في حال عضوية اللجان البرلمانية أو القيام بمهمة ما، ومن المستبعد أن تتعرض للتخفيض، رغم تهديدات وزارة الداخلية بمراجعة النظام التعويضي· وتحول الصراع على الترشح في بعض الأحزاب والمناطق من صراع أفكار من أجل تنفيذ برامج إلى صراع من أجل المال، باستخدام (الشكارة)، ووسائل أخرى تحت غطاء (الغاية تبرر الوسيلة)!