لازال الإهمال واللامبالاة الطابعين الغالبين على أغلب مستشفياتنا والذي يتجرع مرارتهما المرضى على مستوى مصالح الاستعجالات أو غيرها من المصالح الأخرى· سرد لنا السيد (ع· عميروش) مأساته بعد أن تعرضت زوجته (ع ص) إلى حادث مرور خطير في السابع من شهر فيفري الفارط بناحية حيدرة على مستوى العاصمة وكانت الإصابة على مستوى ظهرها الذي تعرض إلى كسور وتفكك في فقرات العمود الفقري إلى درجة لم تقو فيها على الوقوف أو المشي، ما أدى إلى إيفادها على جناح السرعة إلى مستشفى بن عكنون الخاص بالعظام، وليتها لم تذهب هناك على حد قوله، بحيث تعرضت إلى أبشع صور التعامل ولم يرحموها حتى وهي على تلك الحالة، بحيث كانت تئن من الأوجاع الفظيعة على مستوى الظهر والرجلين حتى أن بعض الأطباء أخبرونا أنها لا تعاني من شيء، وما كان عليهم إلا تزويدها بوصفة تحوي بعض المهدئات وأمرونا أن نأخذها إلى البيت، إلا أنه لم يرض بذلك خاصة وأن حالتها لم تكن تطمئن فهي لم تكن تقو حتى على تتبع بضعة خطوات· وتجرأ أحد المنتمين إلى الطاقم الطبي بالقول إن زوجته تتظاهر بالأوجاع أو على حد تعبيره (تفيّس) وأنها في حالة لا بأس بها· وبقيت زوجته على تلك الحالة دون أدنى رعاية أو إسعافات أولية أو حتى تزويدها بقارورات (السيروم) وكانت الساعة تشير إلى حوالي منتصف الليل، وبعد الظفر بنقالة تم نقلها من أجل القيام بالتصوير عن طريق الأشعة أين قرروا بعدها وضع الجبس على كامل ظهرها، وتمت العملية على صوت الصراخ الذي كانت تطلقه زوجته من شدة الآلام وبقيت على تلك الحالة حتى بعد وضع الجبس على كامل المنطقة المصابة، وبعد الدوران في حلقة مفرغة والذهاب والإياب إلى مختلف الأقسام والمصالح تم إخباره بوجوب إجراء عملية جراحية مستعجلة لزوجته وأن احتمال عودتها إلى المشي والحركة هو ضعيف جدا، خاصة وأن الإصابة مست إحدى فقرات العمود الفقري الحساسة التي لها فعالية في المشي· هناك قرر التحرك وأقسم أنه لن يغامر بسلامة زوجته وهما في بداية المشوار خاصة مع الإهمال واللامبالاة اللذان تعرضت لهما هناك، وبما أنهما مغتربان سهل عليه نوعا ما نقلها إلى فرنسا في اليوم الموالي من وقوع الحادث بعد فقدان الثقة من جراء المعاملة القاسية والمهينة الذي تعرض إليها هو وزوجته على مستوى مستشفى بن عكنون ومصلحة الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا، حتى أن أحد الأطباء نزع القفاز وامتنع عن الكشف عن زوجته بعد أن أبان عصبيته، وكأنه يؤدي الخدمة بصفة مجانية ولم تخوّله الدولة لخدمة المرضى والكشف عن عللهم واستطبابها مقابل أجرة معتبرة، وأضاف أن لولا نظام التأمين الذي مكنه من نقل زوجته إلى فرنسا وخوّل له تسهيلات، بحيث خصصت لها سيارة إسعاف لنقلها من مستشفى بن عكنون مباشرة إلى مطار هواري بومدين، أين تم نقلها إلى فرنسا لتخضع بعد ذلك إلى الإسعافات الضرورية وهي تتماثل للشفاء بعد أن فقدت الأمل في العودة إلى المشي بطريقة طبيعية والرسالة التي أراد محدثنا توصيلها هو رفع المعاناة عن المرضى بتحلي بعض المنتمين إلى الأطقم الطبية بالضمير المهني والتزامهم بعلاج المرضى ومداواتهم ورفع الغبن عنهم لا الزيادة في مآسيهم خاصة وأن إمكانية العلاج بالخارج غير مسخرة للكل·