مرت 55 سنة على انتقال البطل الشهيد "أسد ثورة نوفمبر" العربي بن مهيدي إلى الرفيق الأعلى ليكون بحول الله مع الأبرار من الصديقين والشهداء، ورغم توالي السنين والعقود، فلن تسنى أجيال الاستقلال يا أحد صانعي استقلال وكجد الجزائر، واحتفالا بهذه المناسبة، دعا الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السعيد عبادو من عين مليلة في أم البواقي شباب الجزائر إلى "الاستلهام" من تضحيات أبطال ثورة نوفمبر 1954· وقال عبادو في مداخلته بمناسبة الذكرى ال55 لاستشهاد البطل العربي بن مهيدي بمدرسة التكوين التابعة لشركة سونلغاز بحضور السلطات المحلية ومجاهدين وأبناء شهداء أن "التضحية" التي قدمها أولئك الذين كافحوا واستشهدوا فداء للوطن تشكل "مثالا لا بد على الشباب أن يقتدي به" في "تمسكه وارتباطه بمثل الوطنية والوفاء والإخلاص لقيم الأمة"· وشدد الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين على "الصلة" التي يجب أن تكون بين قيم التزام جيل نوفمبر1954 والقيم التي "لا بد على الشباب أن يتحلى بها" اليوم لإنجاح المجهود التنموي وكذا الإصلاحات التي شرع فيها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة· و ذكر السيد عبادو بخطاب رئيس الجمهورية الذي ألقاه بأرزيو (وهران) بمناسبة إحياء ذكرى 24 فيفري والذي اعتبر فيه الاستحقاق الانتخابي المقبل بمثابة "مرحلة حاسمة على غرار الفاتح من نوفمبر 1954"· و كان الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين قد توجه رفقة السلطات المحلية ومجاهدين وعدد غفير من المواطنين في الصباح إلى قرية الكواهي بشمال عين مليلة حيث وضع إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري المقام أمام دار مسقط راس الشهيد العربي بن مهيدي وترحم على أرواح الشهداء· ويتواصل إحياء هذه الذكرى بتنشيط عديد الباحثين ندوة متبوعة بنقاش حول حياة ومسيرة المناضل العربي بن مهيدي الذي تم إعدامه من طرف الجنرال بيجار شهر فيفري 1957. ولد العربي بن مهيدي في عام 1923 بدوار الكواهي بناحية عين مليلة التابعة لولاية أم البواقي وهو الابن الثاني في ترتيب الاسرة التي تتكون من ثلاث بنات وولدين، دخل المدرسة الابتدائية الفرنسية بمسقط رأسه وبعد سنة دراسية واحدة انتقل إلى باتنة لمواصلة التعليم الابتدائي ولما حصل على الشهادة الابتدائية عاد لأسرته التي انتقلت هي الأخرى إلى مدينة بسكرة وفيها تابع محمد العربي دراسته وقبل في قسم الإعداد للإلتحاق بمدرسة قسنطينة· في عام 1939 إنضم لصفوف الكشافة الإسلامية "فوج الرجاء" ببسكرة، وبعد بضعة أشهر أصبح قائد فريق الفتيان· ولعب بن مهيدي دورا كبيرا في التحضير للثورة المسلحة، وسعى إلى إقناع الجميع بالمشاركة فيها، وقال مقولته الشهيرة إلقوا بالثورة إلى الشارع سيحتضنها الشعب وأيضا أعطونا دباباتكم وطائراتكم وسنعطيكم طواعية حقائبنا وقنابلنا، وأصبح أول قائد للمنطقة الخامسة وهران· كان الشهيد من بين الذين عملوا بجد لإنعقاد مؤتمر الصومام التاريخي في 20 أوت 1956، وعّين بعدها عضوا بلجنة التنسيق والتنفيذ للثورة الجزائرية (القيادة العليا للثورة)، قاد معركة الجزائر بداية سنة 1956· اعتقل نهاية شهر فيفري 1957 واستشهد تحت التعذيب ليلة الثالث إلى الرابع من مارس 1957، بعد أن أعطى درسا في البطولة والصبر لجلاديه· وقال فيه الجنرال الفرنسي مارسيل بيجار بعد أن يئس هو وعساكره أن يأخذوا منه إعترافا أو وشاية برفاقه بالرغم من العذاب المسلط عليه لدرجة سلخ جلد وجهه بالكامل وقبل اغتياله ابتسم العربي بن مهيدي لجلاديه ساخرا منهم، هنا رفع بيجار يده تحية للشهيد كما لو أنه قائدا له ثم قال : لو أن لي ثلة من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم· وفي عام 2001 اعترف السفاح الفرنسي الجنرال بول أوساريس لصحيفة لوموند أنه هو من قتل العربي بن مهيدي شنقاً بيديه·