طبّي يؤكّد أهمية التكوين    الجزائر حاضرة في مؤتمر عمان    بوغالي يشارك في تنصيب رئيسة المكسيك    استئناف نشاط محطة الحامة    السيد بلمهدي يبرز بتيميمون امتداد الإشعاع العلمي لعلماء الجزائر في العمق الإفريقي والعالم    افتتاح الطبعة ال12 لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي    الرابطة الثانية هواة (مجموعة وسط-شرق): مستقبل الرويسات يواصل الزحف, مولودية قسنطينة و نجم التلاغمة في المطاردة    صحة: تزويد المستشفيات بمخزون كبير من أدوية الملاريا تحسبا لأي طارئ    مجلس الأمن: الجزائر تعرب عن "قلقها العميق" إزاء التدمير المتعمد لخطي أنابيب الغاز نورد ستريم 1 و 2    رابطة أبطال إفريقيا (مرحلة المجموعات-القرعة): مولودية الجزائر في المستوى الرابع و شباب بلوزداد في الثاني    قرار محكمة العدل الأوروبية رسالة قوية بأن كفاح الشعب الصحراوي يحظى بدعم القانون الدولي    إيطاليا: اختتام أشغال اجتماع وزراء الداخلية لمجموعة ال7    الجزائر-البنك الدولي: الجزائر ملتزمة ببرنامج إصلاحات لتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة والشاملة    لبنان: الأطفال في جنوب البلاد لا يتمتعون بأي حماية بسبب العدوان الصهيوني    طاقات متجددة : إنتاج حوالي 4 جيغاوات بحلول 2025    اجتماع وزراء الداخلية لمجموعة ال7 بإيطاليا: مراد يلتقي بنظيره الليبي    اجتماع وزراء الداخلية لمجموعة ال7: السيد مراد يتحادث مع نظيره الايطالي    مجمع سونطراك يؤكد استئناف نشاط محطة تحلية مياه البحر بالحامة بشكل كامل    ضبط قرابة 94 كلغ من الكيف المعالج بتلمسان والنعامة قادمة من المغرب    ديدوش يدعو المتعاملين المحليين للمساهمة في إنجاح موسم السياحة الصحراوية 2025/2024    زيارة المبعوث الأممي لمخيمات اللاجئين: الشعب الصحراوي مصمم على مواصلة الكفاح    وهران: انطلاق الأشغال الاستعجالية لترميم قصر الباي    الأعضاء العشرة المنتخبون في مجلس الأمن يصدرون بيانا مشتركا بشأن الوضع في الشرق الأوسط    سايحي يشدد على ضرورة تلقيح كل قاطني المناطق التي شهدت حالات دفتيريا وملاريا بالجنوب    السيد بوغالي يترأس اجتماعا تحضيريا للمشاركة في أشغال اللجنة الأممية الرابعة    أدوية السرطان المنتجة محليا ستغطي 60 بالمائة من الاحتياجات الوطنية نهاية سنة 2024    تبّون يُنصّب لجنة مراجعة قانوني البلدية والولاية    عدد كبير من السكنات سيُوزّع في نوفمبر    يوم إعلامي حول تحسيس المرأة الماكثة في البيت بأهمية التكوين لإنشاء مؤسسات مصغرة    السيد حماد يؤكد أهمية إجراء تقييم لنشاطات مراكز العطل والترفيه للشباب لسنة 2024    ليلة الرعب تقلب موازين الحرب    لماذا يخشى المغرب تنظيم الاستفتاء؟    إرهابي يسلم نفسه ببرج باجي مختار    افتتاح مهرجان الجزائر الدولي للشريط المرسوم    محارم المرأة بالعدّ والتحديد    افتتاح صالون التجارة والخدمات الالكترونية    ديدوش يعطي إشارة انطلاق رحلة مسار الهضاب    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب: الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    كأس افريقيا 2025: بيتكوفيتش يكشف عن قائمة ال26 لاعبا تحسبا للمواجهة المزدوجة مع الطوغو    حوادث المرور: وفاة 14 شخصا وإصابة 455 آخرين بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    شرفة يبرز دور المعارض الترويجية في تصدير المنتجات الفلاحية للخارج    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: سينمائيون عرب وأوروبيون في لجان التحكيم    توافد جمهور شبابي متعطش لمشاهدة نجوم المهرجان    هل الشعر ديوان العرب..؟!    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب:الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    تدشين المعهد العالي للسينما بالقليعة    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب: الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    قوجيل: السرد المسؤول لتاريخ الجزائر يشكل "مرجعية للأجيال الحالية والمقبلة"    إعادة التشغيل الجزئي لمحطة تحلية مياه البحر بالحامة بعد تعرضها لحادث    بيتكوفيتش يكشف عن قائمة اللاعبين اليوم    منتخب الكيك بوكسينغ يتألق    حرب باردة بين برشلونة وأراوخو    هذا جديد سلطة حماية المعطيات    خطيب المسجد النبوي: احفظوا ألسنتكم وأحسنوا الرفق    مونديال الكيك بوكسينغ : منتخب الجزائر يحرز 17 ميدالية    الحياء من رفع اليدين بالدعاء أمام الناس    عقوبة انتشار المعاصي    حق الله على العباد، وحق العباد على الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجزائر قدّمت أكبر مهر من أجل الحرية والاستقلال في التاريخ
مليون ونصف المليون من الشهداء الأبرار
نشر في المشوار السياسي يوم 31 - 10 - 2011

تنحني البشرية إكبارا وإجلالا في كل مرة تستذكر فيها الجزائر ثورتها التي علا فيها صوت الرصاص يدوى ضد فرنسا الغاشمة، كأعتى قوة استعمارية والتي بقيت في الجزائر 132 سنة وظنت واهمة أن هذه القطعة هي جزء لا يتجزأ من فرنسا، فجاء نوفمبر 1954 ليسقط الحكومات الفرنسية الواحدة تلوى الأخرى، ويسقط معها نظرية الجزائر فرنسية، ويوقظ بذلك الشعوب الحرة في العالم ويستنهض هممهم من أجل الاستقلال، فألهمت ثورة نوفمبر الشعوب الحرة والسياسيين والشعراء والمثقفين والمفكرين في جميع أنحاء العالم، لهذا الإنجاز العظيم الذي حقّقته وهو استقلال الجزائر، فتغنى بها العديد من الزعماء والشعراء والمفكرين في أقطار الأرض ومنهم الزعيم الإفريقي نيكروما قائلا «إذا أردت أن تعرف وجهة المسلمين، عليك أن تتجّه إلى مكة المكرمة، وإذا أردت معرفة مقصد المسيحية فاستقبل الفاتيكان في روما، لكن إذا أردت أن تعرف مقصد الثوار والشهداء، فانحني بإكبار وإجلال بالاتجاه إلى الجزائر»، وهذا تيمنا بما قدّمته من تضحيات جسام فداء لروح الجزائر وعزتها.. وها هو أول نوفمبر يعود من جديد في ذكراه ال57 من استقلال هذا الوطن، يذّكر أبناءه ويذّكر المستعمر والعالم بأعظم ثورة في القرن العشرين، ولم ترق ثورة نوفمبر الكبرى إلى هذا الاهتمام العالمي إلا من خلال الانتصار الساحق الذي حقّقته وهو طرد أعتى قوة استعمارية في تلك الفترة، بحصيلة ثقيلة من الشهداء اندهش لها العالم كانت تكلفتها مليون ونصف مليون شهيد.«السياسي» تتطرق إلى التعريف ببعض الشهداء الذين خلّدوا أسماءهم بدمائهم في تاريخ الجزائر المعاصر من أجل أن تحيا حرة مستقلة. مراد ديدوش.. أول قائد منطقة يستشهد بساحة الشرف ديدوش مراد الملقب ب«سي عبد القادر»، المولود يوم 13 جويلية 1927 بالمرادية بالعاصمة من عائلة متواضعة، التحق بالمدرسة الابتدائية بالمرادية ثم التعليم المتوسط، حيث تحصل على شهادة التعليم المتوسط في 1942 ثم انتقل إلى الثانوية التقنية بحي العناصر. ولأنه منذ صغره كان يمقت الاستعمار، ولدت لديه رغبة في الثأر لأبناء شعبه حيث انضم منذ 1942 إلى صفوف حزب الشعب وهو لم يبلغ سن 16، بعد سنتين عين كمسؤول عن أحياء المرادية، المدنية، وبئر مراد رايس. وفي 1946، أنشأ فرقة الكشافة «الأمل»، كما أنشأ بدوره الفرقة الرياضية «السريع الرياضي للجزائر» وفي 1947 نظم الانتخابات البلدية بناحيته، وكان الشهيد من أبرز أعضاء المنظمة الخاصة، كما تنقل لتنظيم الحملة الانتخابية للجمعية الجزائرية في الغرب الجزائري، أين ألقي عليه القبض إلا أنه استطاع الفرار من مجلس القضاء، وإثر اكتشاف أمر المنظمة الخاصة في مارس 1950، وبعد فشل الإدارة الاستعمارية في وضع يدها على الشهيد، أصدرت في حقه حكما غيابيا ب10 سنوات سجنا، ولكن ورغم كل المضايقات التي مارسها الاستعمار ضده، إلا أنها باءت بالفشل، بحيث كوّن في 1952 رفقة الشهيد بن بولعيد نواة سرية في العاصمة مهمتها صنع المتفجرات لتحضير اندلاع الثورة، لينتقل فيما بعد إلى فرنسا في مهمة المراقبة داخل الفيدرالية، وإثر عودته إلى العاصمة قام رفقة أصدقائه بإنشاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل كما شارك في اجتماع ال22 المنعقد في جوان 54 الذي تقرّر فيه انطلاق الثورة وهو الاجتماع الذي انبثق عنه أول مجلس للثورة من 5 أعضاء كان ديدوش أحد أعضائه مسؤولا للناحية الثانية، وكان الشهيد من أبرز محرّري بيان أول نوفمبر 54، وإثر اندلاع ثورة نوفمبر استطاع منذ البداية وبمساعدة نائبه زيغود يوسف إرساء دعائم منظمة سياسية عسكرية إلى غاية 18 جانفي 55 أين سقط شهيدا بعد معركة بدوار الصوادق، وهو لم يبلغ بعد سن 28، ليكون بذلك أول قائد منطقة يستشهد بساحة الشرف. أحمد زبانة.. شهيد المقصلة أحمد زبانة، أحد شهداء الثورة المباركة، اسمه الحقيقي أحمد زهانة، ولد سنة 1926 في مدينة زهانة، على بعد 32 كم من وهران، نشأ وسط عائلة متكونة من ثمانية أطفال، وهو الرابع بين إخوته. تم الحكم عليه بالإعدام في 21 أفريل 1955 من المحكمة العسكرية بوهران، وتم تنفيذ الحكم في 19 جوان 1956 في حدود الساعة الرابعة صباحا بواسطة المقصلة، وكان أول من ينفذ فيه هذا النوع من الإعدام، وكان لهذه العملية صداها الواسع على المستوى الداخلي والخارجي. علي لابوانت.. الملاكم الشهيد ولد علي لابوانت في 14 ماي 1930 واسمه الحقيقي علي عمار، بمليانة التابعة لعين الدفلى، عاش طفولة صعبة حيث اشتغل في سن مبكرة في مزارع المعمرين، وعرف حينها معنى السيطرة والاستغلال، عند عودته إلى الجزائر العاصمة انخرط في صفوف النادي الرياضي بالعاصمة ومارس رياضة الملاكمة، وهناك تعرف على الكثير من الوطنيين الذين زرعوا فيه فكرة الثورة، وأثناء قضائه لفترة في السجن، عرف قيمة الحرية وفهم معنى التضحية. انضم إلى صفوف الثورة التحريرية ضمن فوج الفدائيين بالعاصمة وشارك في القيام بعدة هجومات على مراكز الجيش والشرطة الاستعمارية. وقد شكّل مع حسيبة بن بوعلي وطالب عبد الرحمان، ومجموعة من الفدائيين شوكة في حلق البوليس الفرنسي، في 08 أكتوبر عام 1957 استشهد علي لابوانت حين قام الاستعمار الفرنسي بنسف المنزل الذي كان يأويه رفقة حسيبة بن بوعلي ومحمود بوحميدي وعمر الصغير، فسقط الشهداء الأربعة في سبيل الجزائر. العربي بن مهيدي.. الشهيد المبتسم ولد العربي بن مهيدي في عام 1923 بدوار الكواهي بناحية عين مليلة، التابعة لولاية أم البواقي، وهو الابن الثاني في ترتيب الأسرة التي تتكون من ثلاث بنات وولدين، دخل المدرسة الابتدائية الفرنسية بمسقط رأسه وبعد سنة دراسية واحدة انتقل إلى باتنة لمواصلة التعليم الابتدائي، ولما حصل على الشهادة الابتدائية عاد إلى أسرته التي انتقلت هي الأخرى إلى مدينة بسكرة، وفيها تابع محمد العربي دراسته وقبل في قسم الإعداد للالتحاق بمدرسة قسنطينة واستشهد تحت التعذيب ليلة الثالث إلى الرابع من مارس 1957، بعد أن أعطى درسا في البطولة والصبر لجلاديه. قال فيه الجنرال الفرنسي مارسيل بيجار بعد أن يئس هو وعساكره أن يأخذوا منه اعترافا أو وشاية لرفاقه بالرغم من العذاب المسلّط عليه لدرجة سلخ جلد وجهه بالكامل، وقبل اغتياله ابتسم العربي بن مهيدي لجلاديه ساخرا منهم، هنا رفع بيجار يده تحية للشهيد كما لو أنه قائدا له ثم قال: «لو أن لي ثلة من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم»، وقد قتله شنقا الجنرال الفرنسي بول أوساريس. عميروش.. الشهيد السياسي والعسكري ولد عميروش آيت حمودة، العقيد عميروش، يوم 31 أكتوبر 1926 بقرية تاسافت أوقمون إحدى قرى جبال جرجرة في الجزائر، إنضم إلى حركة انتصار الحريات الديمقراطية بمدينة غيلزان، أين كان يشتغل في أحد المتاجر إلى جانب النشاط السياسي المتمثل في توزيع المناشير وتبليغ التعليمات والدعاية للحركة وجمع الاشتراكات. كان نشاطه مكثّفا وملحوظا مما جعل السلطات الفرنسية تعتقله مرتين الأولى سنة 1947، والثانية سنة 1948، فأذاقته شتى أنواع الإهانة والتعذيب. بعدما ضاقت به السبل، سافر إلى فرنسا سنة 1950 لمزاولة نشاطه السياسي، وفي يوم 29 مارس 1959 استشهد مع سي الحواس في اشتباك عنيف مع قوات العدو معا بجبل ثامر ببلدية سيدي أمحمد دائرة عين الملح بولاية المسيلة. عيسات إيدير.. الشهيد الذي سخط لأجله العالم ولد عيسات إيدير في قرية جمعة صهاريج قرب مدينة تيزي وزو، عام 1919 من عائلة فلاحية متواضعة الحال. تلقى تعليمه الابتدائي بقريته ومنها انتقل إلى مدرسة تكوين الأساتذة ببوزريعة لمواصلة دراسته، ومن هذه الأخيرة انتسب للمعهد الثانوي الفرنسي بتيزي وزو واستمر في هذا المعهد حتى حصوله على شهادة الطور الأول من التعليم الثانوي، إلا أن الحال الاقتصادية لأسرته حالت دون الاستمرار في الإنفاق عليه، فترك مرغما مقاعد الدراسة. ألقي عليه القبض من طرف السلطات الاستعمارية في يوم 23 ماي 1956 بسبب نشاطه النقابي وأدخل سجن البرواڤية ومنه إلى عدة محتشدات سان لو،آفلو، بوسوي، ومن هذا الأخير نقل إلى العاصمة ليوضع بسجن بارباروس، ومن التهم التي ألصقتها به السلطات العسكرية تهمة النيل من أمن الدولة الفرنسية الخارجي. وفي يوم 13 جانفي 1959 أصدرت المحكمة العسكرية حكمها ببراءته. ولكن بالرغم من تبرئته، فإنه لم يطلق سراحه وإنما نقل من جديد إلى محتشد بئر تراريا، حيث تعرض لأبشع أنواع التعذيب وأقساها، مما اضطر بإدارة المحتشد إلى نقله إلى المستشفى العسكري. توفي عيسات إيدير في 26 جويلية 1959 متأثرا بالتعذيب المسلّط عليه. وقد أثار اغتيال الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين موجة واسعة من الاستنكار والسخط في أنحاء عدة من العالم. مصطفى بن بولعيد.. عندما يزأر أسد الثورة مصطفى بن بولعيد، شخصية ثورية لقب ب«أسد الأوراس» و«أبو الثورة التحريرية» كما أثبت جدارته، كان قائدا عسكريا وسياسيا يحسن التخطيط والتنظيم والتعبئة، كما يملك رؤية واضحة لأهدافه ولأبعاد قضيته وعدالتها، وكان يتحلى بإنسانية إلى جانب تمرسه في القيادة العسكرية والسياسية، ولد هذا البطل في 05 فيفري 1917 بقرية اينركب بأريس ولاية باتنة من عائلة متواضعة ومتوسطة. تلقى تعليمه الأولي على أيدي شيوخ منطقته، فحفظ ما تيسر له من القرآن الكريم وبعد هذا التحصيل تحول إلى مدينة باتنة للالتحاق بمدرسة الأهالي الابتدائية لمواصلة دراسته، ثم انتقل إلى الطور الإعدادي. وقد عقد آخر اجتماع له قبل استشهاده يوم 22 مارس 1956 بالجبل الأزرق، بحضور إطارات الثورة بالمنطقة الأولى وبعض مسؤولي جيش التحرير الوطني بمنطقة الصحراء. ومساء اليوم نفسه أحضر إلى مكان الاجتماع مذياعا كان ملغما والذي ألقته قوات العدو وعند محاولة تشغيله انفجر، مخلفا استشهاد قائد المنطقة الأولى مصطفى بن بولعيد وخمسة من رفاقه. رضا حوحو.. الأديب الشهيد ولد أحمد رضا حوحو يوم 15 ديسمبر 1910 بقرية سيدي عقبة ببسكرة، يعتبر أحمد رضا حوحو من رواد الكلمة الشجاعة التي كانت تغتال آنذاك، لكونها دعوة إلى ثورة الشعب ويقظة الجماهير. وقد عُرِف عن حوحو الجرأة والصراحة والدعوة إلى التمسك بالشخصية الوطنية في الوقت الذي عمل فيه المستعمر على فرض اللغة الفرنسية على الساحة الجزائرية. أدخل أحمد إلى الكُتّاب وهو في سن مبكرة شأنه شأن كل الجزائريين. في سنة 1916 ولما بلغ السادسة التحق بالمدرسة الابتدائية، ثم أرسله والده إلى سكيكدة بعد النجاح في الابتدائية ليكمل دراسته في الأهلية عام 1928، ولم يتمكن من متابعة تعليمه الثانوي نتيجة السياسة الفرنسية التي تمنع أبناء الجزائر من مواصلة تعليمهم، ليعود حوحو إلى الجنوب ويشتغل في التلغراف بمصلحة بريد سيدي عقبة، وهذا ما زاده معرفة بأسرار الحياة، فكان يلاحظ الفرق البارز بين بيئتين مختلفتين: بيئة صحراوية قروية وأخرى حضرية. في 29 مارس 1956 اغتيل محافظ الشرطة بقسنطينة واعتقل حوحو من منزله على الساعة السادسة من مساء ذلك اليوم ليعتقل بسجن الكدية، ومنه حُوِّل إلى جبل الوحش المشرف على مدينة قسنطينة وتم إعدامه هناك. وبعد استقلال الجزائر وجد جثمانه برفقة ثماني جثث أخرى مدفونة بشكل جماعي في حفرة واحدة بوادي حميمين، ليعاد دفن رفاته بمقبرة الشهداء بالخروب. كان أحمد رضا حوحو شهيد النضال، نضال الكلمة والوطن، حين حمل أمانة الثورة بنوعيها الاجتماعي والسياسي، وخطّ لأدب جزائري خاص. لم يقتصر الاستشهاد على الرجال فقط بل للنساء أيضا وقفة ألف رجل، من أجل أن تحيا الجزائر. زيزة سكينة.. الشهيدة البطلة اسمها الحقيقي سكينة زيزة، عرفت بأعمالها البطولية خلال ثورة التحرير الجزائرية حيث سقطت في ميدان الشرف في 29 أوت 1959 حين ولدت الشهيدة في 28 جانفي بولاية باتنة، تابعت بمروانة 1934 دراستها الابتدائية في بلدتها الأصلية باتنة، ثم تنقلت إلى سطيف لمزاولة التعليم المتوسط لتعود مرة أخرى إلى باتنة لمواصلة دراستها الثانوية، أين تحصلت على شهادة البكالوريا في 1953. فضيلة سعدان.. الطالبة الفدائية ولدت فضيلة سعدان سنة 1938 بمدينة قصر البخاري ولاية المدية، بعد سنتين من ميلادها توفي أبوها فانتقلت إلى الحروش قرب قسنطينة، تعلمت منذ نعومة أظافرها حب الوطن فلم تقبل رؤية الفرنسيين الطغاة يحتلون بلدها الحبيب ويشرّدون أطفاله ويجوّعون شعبه، فكانت
تكبر ويكبر معها إيمان بتخليص شعبها من مأساته القاسية، في عام 1957م وبعد خروجها من السجن سافرت إلى فرنسا لتقيم عند أقاربها هناك، حيث أكملت دراستها الثانوية فتحصلت على شهادة البكالوريا بتفوق، وفي عام 1958م سجن الفرنسيون أختها مريم سعدان فعادت إلى أرض الوطن وأصبحت فدائية بجيش التحرير الوطني، في 17 جوان سنة 1960 تمت محاصرتها من طرف الفرنسيين هي ونفر من رفاقها المجاهدين، في منزل قرب قسنطينة، حيث تم تفجير المنزل بمن فيه فسقطت شهيدة. حسيبة بن بوعلي.. الفدائية الذكية من مواليد 18 جانفي 1938، بمدينة الشلف، نشأت في عائلة ميسورة الحال، زاولت تعليمها الابتدائي بمسقط رأسها. وبعد انتقال عائلتها إلى الجزائر العاصمة سنة 1948 واصلت تعليمها هناك، وانضمت إلى ثانوية «عمر راسم»، وامتازت بذكائها الحاد. ومن خلال رحلاتها داخل الوطن ضمن صفوف الكشافة الجزائرية، اطلعت على أوضاع الشعب السيئة. مع مطلع سنة 1955 انضمت إلى صفوف الثورة التحريرية وهي في سنّ السابعة عشر كمساعدة اجتماعية، ولكن نشاطها الفعّال برز سنة 1956 حين أصبحت عنصرا نشيطا في فوج الفدائيين المكلفين بصنع ونقل القنابل. واستغلت وظيفتها بمستشفى «مصطفى باشا» للحصول على مواد كيمياوية تساعد في صنع المتفجرات، وكان لها - رفقة زملائها- دور كبير في إشعال فتيل معركة الجزائر، خاصة بعد التحاقها نهائيا بالمجاهدين بحي القصبة ومغادرتها البيت العائلي نهائيا في أكتوبر 1956 بعد اكتشاف أمرها. واصلت نضالها بتفان إلى أن تم التعرف على مكان اختفائها من طرف قوات العدو التي حاصرت المكان. في 8 أكتوبر عام 1957 استشهدت حسيبة بن بوعلي حين قام الاستعمار الفرنسي بنسف المنزل الذي كان يأويها رفقة علي لابوانت ومحمود بوحميدي وعمر الصغير، فسقط الأربعة مستشهدين من أجل الجزائر. وأخيرا لا نجد كلمات تعبّر عن عظمة هذه الثورة وشهدائها أفصح مما خطّ به كاتب كلمات النشيد الوطني للثورة الجزائرية الشاعر مفدي زكريا، بدمائه في سجن باربروس، كرمز آخر من رموز المقاومة لهذا الشعب بكل أطيافه وعلى اختلاف مستوياته، من أجل أن تعيش الجزائر حرة مستقلة وتذهل المستعمر وتصدع آذان العالم بثورتها النوفمبرية. إن الجزائرَ قطعةٌ قدسيّةٌ في الكون.. لحّنها الرصاصُ ووقّعا! وقصيدةٌ أزليّة، أبياتُها حمراءُ.. كان لها نوفمبرُ مطلعا! نَظمتْ قوافيها الجماجمُ في الوغى وسقى النجيعُ رويَّها.. فتدفَّعا غنَّى بها حرُّ الضّمير، فأيقظتْ شعباً إلى التحرير شمّر مُسرِعا سمعَ الأصمُّ دويَّها، فغنا لها ورأى بها الأعمى الطريقَ الأنصعا شقّتْ طريقَ مصيرها بسلاحها وأبتْ بغير المنتهى أن تَقنعا

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.