هو فرحاني العربي بن بلقاسم المعروف بالتبسي نسبة إلى مسقط رأسه مدينة تبسة التي شهدت إحدى قراها مولده سنة 1891، تعلم بداية بزاوية نفطة بتونس، ثم انتقل إلى جامع الزيتونة ومنه إلى مصر لمزاولة دراسته حيث نال شهادة العالمية من الأزهر، بعد عودته إلى الوطن اشتغل بالتدريس في الغرب الجزائري بمدينة سيف (معسكر) ثم عاد إلى تبسة وأنشأ مدرسة حرة· كان لتلك المدرسة الحرة دور في بعث النشاط الإصلاحي للشيخ التبسي، إذ كانت هي والمسجد قاعدة (لله) للإصلاح والدعوة، وعند تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين كان من أبرز أعضائها، وأصبح لها كاتبا عاما سنة 1935، ثم نائبا لرئيسها البشير الابراهيمي بعد وفاة الشيخ عبد الحميد بن باديس· تكفل الشيخ التبسي بالتعليم المسجدي والإشراف على شؤون الطلبة وهذه التجربة مكنته من إدارة معهد عبد الحميد بن باديس بعد تأسيسه بقسنطينة سنة 1944، وكان الشيخ يرى أن التغيير الحقيقي لن يكون إلا بنشر الثقافة والعلوم وتهذيب النفوس والأفكار معا، وأن السياسة وحدها لا تستطيع الوقوف في وجه الاستعمار· بعد سفر الشيخ الإبراهيمي إلى المشرق ترأس جمعية العلماء المسلمين ممّا جعله عرضة للمضايقات من طرف المستعمر الذي عمل على إسكات صوته، ولمّا فشلت هذه المحاولات اختطف سنة 1957 واغتيل بعد ذلك في ظروف غامضة، ولايزال قبره مجهولا إلى الآن·