تشهد العاصمة السورية دمشق استنفارا غير مسبوق، وذلك بعد إطلاق نار سمع مساء السبت وفجر أمس الأحد، في مناطق عدّة من العاصمة، في حين قال ناشطون سوريون إن أكثر من عشرة قتلى سقطوا بنيران الجيش السوري بمناطق متفرّقة من البلاد، كما شهدت بلدة الجانودية بإدلب اشتباكات عنيفة بين الجيش االسوري والجيش الحرّ. يأتي هذا بعد يوم من مقتل 74 شخصا السبت معظمهم سقط في قصف استهدف مناطق عدّة في محافظة إدلب، وأكّدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن حصيلة الضحايا موزّعة بين درعا وإدلب وريف دمشق وحماة وحمص· وأفاد ناشطون بأن قوّات الأمن في الحواجز المحيطة بأحياء عدّة في دمشق تشهد استنفارا غير مسبوق، وكانت الهيئة العامّة للثورة السورية ذكرت أن إطلاق النّار تركّز في مناطق جوبر وأوتوستراد العدوي وشارع بغداد وباب مصلى وركن الدين والمهاجرين في العاصمة· وبثّت مواقع الثورة السورية صورا لأنصار الثورة وهم يقطعون طريق المتحلّق الجنوبي والطريق الواقع خلف جامع سفيان الثوري احتجاجا على العمليات العسكرية التي يشنّها النّظام في إدلب وداريا بريف دمشق، كما بثت مواقع الثورة السورية صورا أخرى لناشطين وهم يقطعون الطريق الدولي بين دمشق والعاصمة الأردنية عمان بحرق الإطارات· في غضون ذلك، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أمس مقتل عشرة أشخاص على الأقلّ منهم جندي منشقّ، وأوضحت الشبكة أن قتيلين سقطا بريف دمشق وقتيلا في كلّ من إدلب وحلب واللاذقية وحمص· وبدورهر أفاد مجلس الثورة بإدلب بمقتل خمسة جنود للجيش السوري على قرية الجانودية في جسر الشغور بإدلب· وفي الجانودية أيضا، أفاد ناشطون بوقوع اشتباكات بين الجيش النّظامي السوري والجيش الحرّ في وسط حملات اعتقال شملت عائلات بكامل أفرادها من نساء وأطفال وتمّ استخدام بعضهم كدروع بشرية وتجدّد القصف العنيف على البلدة· وحاولت قوّات الجيش اقتحام البلدة لكن الجيش الحرّ تصدّى لها ودمّر دبّابتين وقتل من كان بداخلهما، كما انشقّ 18 جنديا بعتادهم الكامل ومدينة إدلب محاصرة من كافّة الجهات ويترافق الحصار مع عزلها عن العالم الخارجي بمنع الدخول والخروج من بعض قراها وقطع الاتّصالات عنها· وشُوهد تحرّكات للمدرّعات السورية على الحدود السورية- التركية تهدف حسب النّاشطين إلى أمرين أوّلهما منع إقامة منطقة عازلة كانت قد طالبت بها المعارضة، وثانيهما منع فرار المزيد من السوريين إلى تركيا لكي لا يشكّل ورقة ضغط دولية على النّظام السوري· وفي موضوع اللاّجئين قالت وزارة الخارجية التركية إن عددهم ارتفع إلى 12 ألفا وخمسمائة موزّعين على سبعة مخيّمات على الحدود· وفي الزبداني بريف دمشق اقتحم الجيش السوري المدينة بالدبابات والمدرّعات وشنّ حملة مداهمات شملت العشرات، كما قصف بعنف بلدة أريحا بإدلب، حسب ناشطين سوريين· في غضون ذلك، أفادت تنسيقيات الثورة بحدوث ما وصفتها بالمجزرة في السجن المركزي بالرقة، حيث قام الأمن بإطلاق النّار إثر مظاهرة وتمرّد للمعتقلين داخل السجن، ممّا أسفر عن جرح عشرين شخصا على الأقل بعضهم جراحهم خطيرة· وكشفت الهيئة العامّة للثورة عن ما قالت إنها (مجزرة) ارتكبها الأمن في بلدة داريا بريف دمشق راح ضحّيتها 17 جنديا منشقّا من كتيبة الفرقان 6 منهم من منطقة كناكر و11 شهيدا من مناطق مختلفة بريف دمشق بعد مهاجمة قوات الأمن مقر الكتيبة· كما داهمت قوى الأمن بعدها المكان وقامت باختطاف جثامين القتلى ورفضت تسليم الشهداء لذويهم حتى الآن، حسب رواية الهيئة· وتقدّر الأمم المتّحدة أن قوّات الأمن السورية قتلت ما يزيد على 7500 شخص منذ بدء الانتفاضة المناهضة لحكم الأسد قبل عام، في حين قالت الحكومة السورية إن إرهابيين مسلّحين قتلوا ما يزيد عن ألفين من أفراد الجيش والشرطة·