يعاني سكان حي واد الرمان ببلدية العاشور التابعة لدائرة درارية التي تعد من أرقى المجمعات السكانية في العاصمة حيث تضم كبار المسؤولين وأشهر الشخصيات الفنية، من تهميش كبير لطلباتهم خاصة المتعلقة بالقضاء على الخنازير التي أصبحت خطرا يحدق بأطفالهم كل لحظة· يحكي السيد (ب· م) أحد سكان الحي المذكور أعلاه معاناة أبناء المنطقة من هذه الظاهرة التي تتزايد في الارتفاع بنسبة تثير الرعب في قلوبهم، فيذهب للقول إن الكثير من الناس يحسدونه على إقامته في منطقة ذات موقع استراتيجي حسبه ذلك لأنها تطل على حديقة الحيوانات والتسلية ببن عكنون التي تشهد إقبال الزوار من مختلف المناطق دون أن يدرك هؤلاء أنه في الطرف الآخر من هذا الجمال تقوم حرب ضروس ضد الخنازير التي أصبحت يوما بعد يوم جيشا يصعب قهره والقضاء عليه، هذا ما أكده السيد (ل· أ) الذي يسرد لنا واقعه المأساوي لتلك الحيوانات المفسدة التي أفسدت محصوله الذي انتظر حصد ثماره طويلا فقال: (لقد أصبحت الخنازير تتجول في شوارع الحي أكثر من سكانها، ولم يبق إلا أن تشاركنا الأكل على مائدة العائلة)· أما السيدة (ف· ل) فعبرت عن انزعاجها من الوضع قائلة نحن نضطر لأخذ أطفالنا كل يوم وجلبهم من المدارس خشية من اعتراض الخنازير طريقهم، فلقد تسببت في الكثير من الحوادث التي راح ضحيتها الصغار قبل الكبار نتيجة لما ينجم عنها من أضرار نفسية وجسدية· فما الفائدة من وجود سلطات بلدية تعجز عن التصدي لأبسط العراقيل التي تعترض حياة مواطنيها؟ بحثا منا عن إجابة قد ننصف بها الجهات الرسمية بالبلدية عمدنا لاستجواب بعض المواطنين لمعرفة الدور الذي تقوم به لمعالجة تلك الظاهرة، لنخرج بإجابات صبت معظمها في قالب تشاؤمي استمد طعمه من سياسة تراخ قائمة على برودة أعصاب قاتلة في التعامل، فبالرغم من تعدد طلبات الشكاوي حول هذا الموضوع إلاّ أن الرد هو نفسه دائما، هذا ما عمد المواطن (ح· ع) إلى تأكيده، حيث قال إن صوت الزوالي لا يسمع حتى في أصغر هيئة منتخبة· واتهموا المسؤولين بالتسيب واللامبالاة بالسكان بقدر اهتمامهم بالانتخابات فقط، فمتى ستتغير العقلية الاستهلاكية التي ترى معاناة المواطنين سلما تصعد درجاته لتحقيق أهدافها؟ متى سيجدون آذانا صاغية لكل انشغالاتهم ومطالبهم الضرورية في مستوى تمكن فيه الحيوان من إيجاد مكانه وبلوغ أهداف على حساب الإنسان؟ وهل يعقل أن يدق الخنازير أبواب عاصمة البلاد بعد أن كان وجودها مقتصرا على الأرياف والمناطق النائية!!