شدد وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية بالعاصمة الليبية طرابلس على أن الجزائر "ستواجه أية محاولة للتسلل إلى الأراضي الليبية والرامية إلى ضرب استقرار هذا البلد الشقيق، وبينت "مهمة" ولد قابلية في ليبيا قلق وخوف الجزائر من "البركان الأمني" الذي تشهده ليبيا في الشهور الأخرى، وهو "بركان" امتد لهبه إلى الأراضي الجزائرية، بعد اكتشاف وضبط شحنات من الأسلحة الليبية المهربة نحو بلادنا· وجدد ولد قابلية لدى استقباله من طرف رئيس ما يسمى بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل حيث بلغه التحيات الأخوية لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، "التزام الجزائر بمواجهة وبكل الوسائل أية محاولة للتسلل إلى الأراضي الليبية والرامية إلى ضرب استقرار هذا البلد الشقيق أو المساس بالثورة الليبية" حسبما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية عن أحد أعضاء البعثة الجزائرية· وجدد وزير الداخلية والجماعات المحلية "وقوف الجزائر حكومة وشعبا ورئيسا إلى جانب الشعب الليبي الشقيق"· وخلال هذا اللقاء تطرق الطرفان حسب نفس المصدر إلى "آفاق التعاون بين وزارتي الداخلية على الصعيدين المؤسساتي والأمني"· وشدد وزير الداخلية على ضرورة تعزيز التعاون وتضافر الجهود من أجل ضمان أمن حدود بلدان الساحل ضد التهديدات الإرهابية وتهريب الأسلحة والهجرة غير الشرعية، مشيرا إلى أن الجهود التي بذلتها (الجزائر وبلدان الساحل مالي النيجر موريتانيا) في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بدأت تعطي ثمارها وهذا ما يدفع بالجميع إلى وضع آلية ومقاربة جهوية وتوحيد الرؤى لمكافحة النشاط الإجرامي في المنطقة، مؤكدا أن تدهور الأمن في المنطقة ومشكل انتشار الأسلحة "يمثلان خطرا على المنطقة" مما يستدعي من البلدان المعنية "تعزيز التنسيق والتعاون وتكثيف الجهود لضمان أمن حدودها البرية" المشتركة· ودعا في هذا الصدد إلى تجنيد الإمكانيات الضرورية "لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتهريب الأسلحة والمخدرات والهجرة غير الشرعية" التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها· وأشار السيد ولد قابلية في هذا الصدد إلى أن التنظيم الإرهابي المسمى "القاعدة في المغرب الإسلامي" استغل التغيرات السياسية التي طرأت في تونس وليبيا لخلق بؤر توتر جديدة في المنطقة لاسيما من خلال التزود بأسلحة جد متطورة· وذكر في هذا الإطار بأن قوات الأمن الجزائرية أجهضت عدة محاولات لتهريب هذه الأسلحة· وأضاف السيد ولد قابلية إن ارتفاع النشاطات الإرهابية للقاعدة وتفرعاتها في المغرب العربي والساحل يمثل "تهديدا كبيرا لأمن المنطقة واستقرارها" مشيرا إلى أن هذا الوضع يستوقف البلدان المعنية من أجل "تكثيف" جهودها في مجال مكافحة هذه الآفة· من جهة أخرى، أكد وزير الداخلية أن الجزائر "مستعدة" لمساعدة السلطات الليبية الجديدة في جميع الميادين كما أنها تدعو لتعاون "مثمر وإيجابي" مع ليبيا· وفيما يتعلق بتسيير الحدود ومراقبتها، ذكر وزير الداخلية بأنه بالنسبة لبلدان الميدان "فإن العمل قد أنجز منذ مدة طويلة من خلال آليات التنسيق والتعاون"· وذكر في هذا الصدد اللجنة الثنائية الحدودية بين الجزائر والنيجر ومثيلتها مع مالي "اللتين تلتئمان بصفة دورية"· وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد أكد لرئيس المجلس الوطني الانتقالي بمناسبة احتفال بلاده بالذكرى السنوية الأولى للثورة الليبية يوم 16 فيفري الفارط عن "دعم ومؤازرة" الجزائر لليبيا في هذه المرحلة "الحاسمة" من تاريخها· وجاء في برقية رئيس الجمهورية "إنها لمناسبة طيبة اغتنمها لأعرب لكم عن دعمنا ومؤازرتنا لكم خلال هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ بلدكم من أجل التأسيس لعهد جديد يكون مصداقا لعزم الشعب الليبي الشقيق على استجماع كل ما يمكنه من العيش الكريم في كنف المؤسسات الديمقراطية التي يرتضيها لنفسه"· وأضاف قائلا "كما أؤكد لكم ما يحدوني من عزم راسخ وإرادة ثابتة على العمل سويا معكم من أجل توثيق عرى التآخي والتضامن وحسن الجوار التي تربط بين شعبينا والرقي بعلاقات التعاون الثنائية إلى مستويات أرفع تحقيقا لما فيه خير ومنفعة بلدينا ومنطقتنا كافة"· ومن جهته كان وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي قد أعلن يوم الخميس الفارط أن هناك سلسلة من الزيارات مرتقبة إلى ليبيا على مستوى الحكومة والمؤسسات· وصرح قائلا "هناك سلسلة من الزيارات المرتقبة إلى ليبيا ليس فقط على مستوى الحكومة بل أيضا على مستوى المؤسسات"· كما ذكر أنه التقى خلال زيارته الأخيرة إلى ليبيا بمسؤولين "أعربوا عن أملهم في تطوير التعاون مع الجزائر في شتى المجالات"· وأشار إلى أن الطرفين تطرقا إلى الأمن على مستوى الحدود، مضيفا أن المباحثات تمحورت حول كيفية "مساعدتهم على تشكيل جيش وشرطة"· وأكد مدلسي أن "ليبيا تملك الوسائل للخروج من هذه المرحلة الانتقالية ونحن سنساعدهم في حدود إمكانياتنا"· ويرى المحلل السياسي أحمد عظيمي، أن لقاء وزراء الداخلية للدول المعنية بمكافحة الجريمة المنظمة ومكافحة الإرهاب في غاية الأهمية خاصة وأن هذا المشكل كان مطروحا منذ سنوات، مشيرا إلى أن الجزائر كانت تنادي حتى قبل أن تقع أحداث ما سمي ب"الربيع العربي"، بضرورة تنسيق المجهودات في إطار دول المنطقة وبدون تدخل أجنبي لمحاربة الإرهاب والتحكم في الجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية والمخدرات·