على الرغم من أهميتها الكبيرة، وحاجة الكثير من المواطنين إليها لاستخراج وثائقهم الضرورية، قبيل الدخول الاجتماعي القادم، فان معاناة كبيرة يتكبدها عدد من المواطنين بمصلحة الحالة المدنية بالمسيلة، حيث عبر العديد من الوافدين على مصلحة الحالة المدنية ببلدية المسيلة ل " أخبار اليوم " عن استيائهم من حالة الفوضى التي تطبع المصلحة بسبب الممارسات البيروقراطية التي ينتهجها بعض لموظفين فيها، والذين يتماطلون كثيرا في اداء مهامهم، بينما ينتظر المواطن في طوابير طويلة. وذكر العديد من المواطنين ل " أخبار اليوم " أن مصلحة الحالة المدنية تحولت إلى كابوس حقيقي لكل الذين يضطرون لاستخراج نسخ من وثائقهم الشخصية، بسبب قضاء ساعات طويلة في الانتظار عبر طوابير لا تنتهي. فالزائر لشبابيك هذه المصلحة يصاب بالصدمة عندما يجبر على البحث عن وسيط للإسراع في استخراج وثائقه. ويتساءل الواقفون في الطابور عن سر تواجد عدد كبير من الدفاتر العائلية أمام جميع الموظفين منذ الساعات الأولى للصباح، لكن أصحابها غير موجودين ضمن الطابور، حيث تفيد شهادات محدثينا إلى أن بعض الموظفين يعمدون إلى جلبها من الوسطاء واستخراج الوثائق المطلوبة قبل أن يغادر الشباك، ودون أن يلتفت للأمواج البشرية التي تصطف أمامه. ويتعرض كل الذين يحاولون الاستفسار عن هذه الممارسات، التي أصبحت ظاهرة للعيان، إلى الإهانة والانتقام ورفض استخراج وثائقهم، وعندما يتوعدونهم بتقديم شكوى إلى المسؤولين بالبلدية فان بعض الموظفين لا يبالون أبدا لذلك. وذكر محدثونا كذلك أن عملية خروج الموظفين ودخولهم إلى المصلحة لا تخضع لقانون العمل الذي يحدد ساعات أداء الخدمة، حيث يتصرفون بكل حرية دون أن يردعهم احد إضافة إلى عدم احترام الوافدين، بحيث يتعمدون التدخين بالرغم من وجود لافتة تمنع ذلك، كما تسبب الدخان المتصاعد والروائح الكريهة التي تنتج عن ذلك في إصابة بعض المصابين بأمراض بمضاعفات صحية نتيجة تلوث الجو داخل المصلحة، وحتى الذين يتذرعون بإشعال سيجارة والخروج أمام المدخل الرئيسي للمصلحة فانه يقضي أكثر من نصف ساعة في أحسن الأحوال قبل عودته إلى الشباك. وفي المساء فان بعض الموظفين يتجمعون قبل نصف ساعة من الوقت الرسمي بينما ينتظر المواطنون في الطابور وعندما يتجرا احدهم على طلب استخراج وثائقه يقابلونه بالتعنيف والإهانة ويشيرون إلى أن وقت العمل الرسمي قد انتهى، قبل أن يطلب الحارس من المواطنين مغادرة المصلحة بحجة انتهاء فترة العمل.