- إن النفس المطمئنة هي المؤمنة المطمئنة بثواب الله، رَضِيَتْ عَنْ اللَّه وَرَضِيَ عَنْهَا، أَمَرَ بِقَبْضِهَا فَأَدْخَلَهَا الْجَنَّة وَجَعَلَهَا مِنْ عِبَاده الصَّالِحِينَ قال الله تعالى: «يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ*ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً*فَادْخُلِي فِي عِبَادِي*وَادْخُلِي جَنَّتِي» الفجر: الآيات 27-30، قال العلامة القرطبي: «النفس المطمئنة، أيقنت أن الله ربها، فأخبتت لذلك؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما: أي المطمئنة بثواب الله...المؤمنة». وفي مسند الإمام أحمد وغيره عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الملائكة عند احتضار النفس المطمئنة تقول: اخرجي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ اخْرُجِي حَمِيدَةً وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ، قَالَ: فَلَا يَزَالُ يُقَالُ ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ ثُمَّ يُعْرَجَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ فَيُسْتَفْتَحُ لَهَا فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا فَيُقَالُ فُلَانٌ فَيَقُولُونَ مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الطَّيِّبَةِ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ ادْخُلِي حَمِيدَةً وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ». أما كيف يصل الإنسان إلى هذا المقام المحمود فهو سهل على من يسره الله له ووفقه لسلوك درب الطاعة والتقرب لله جل جلاله رغبة ورهبة بكثرة النوافل، وخير معين على ذلك مراقبة الله في السر والعلن، والإخلاص في العمل، وكثرة الذكر، والتعلق بما عند الله من خير، والله أعلم. وسواس الموت ◆ في البداية كنت أخاف على أطفالي أو والدي من الموت، وتطور هذا الوسواس حتى صرت أخاف من النوم لخوفي من الموت وأنا نائمة، ومنذ فترة تعاودني أحلام كلها في قضية الموت، فصرت بسبب هذه الحالة لا أفرح بشيء ويصيبني حلول الليل بهمٍّ شديد. وساعات دوام زوجي طويلة وهذا ما يزيد وضعي سوءًا، ومع أني والحمد لله محافظة على الصلاة والذكر والقرآن لكن لا أعرف كيف أتخلص مما أنا فيه، ساعدوني أثابكم الله؟ - لا داعي لهذا القلق الشديد وتأكدي أنك لن تموتي قبل أن تستكملي رزقك ويحين أجلك، قال الله تعالى: «وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً..» (آل عمران:145)، قال العلامة الطبري رحمه الله في تفسيره: «وما يموت محمد صلى الله عليه وسلم ولا غيره من خلق الله إلا بعد بلوغ أجله الذي جعله الله غاية لحياته وبقائه، فإذا بلغ ذلك من الأجل الذي كتبه الله له، وأذن له بالموت، فحينئذ يموت، فأما قبل ذلك، فلن يموت بكيد كائد ولا بحيلة محتال». ولعل الله يمنحك عمراً مديداً في طاعة الله تسعدين فيه بأولادك وتشاهدين ذريتهم بأم عينك، واعلمي أن الخضوع لهذه الوساوس يزيدها، ويعزز الأوهام الناتجة عنها؛ فاتقي الله في نفسك واشغلي وقتك بإدارة مصالح بيتك، وخصصي وقتاً للترفيه عنك وعن أبنائك وأبعدي عنك كل الأفكار السلبية، واحذري من التأثير السلبي لحالتك هذه على أولادك، وإذا تمادى بك هذا الوسواس فلا بد أن تعرضي نفسك على طبيب نفسي مختص. وجدير بك أن تتأملي ما ورد في سنن الترمذي من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ وَأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ». وننصحك بأن تلتزمي ببعض الأمور العملية يومياً مثل أذكار الصباح والمساء، والصدقة يومياً بما تيسر، وداومي على صلة الرحم ولو بالسلام، ويجب عليك بذل الجهد في إدخال السرور على وزوجك وأولادك، خاصة في المناسبات، وعليك بالدعاء فمن أعطي الدعاء لم يحرم الإجابة، والله الموفق.