كلمة تأبين لوفاة الشيخ سي عامر محفوظي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي حث على العلم و رفع مقامه و قصّر خشيته على العلماء الجديرين به و أشهد أن محمدا عبده و رسوله المخصوص بالشفاعة العظمى يوم القيامة. أما بعد أيها الإخوة الكرام فإن موت العلماء الراسخين ثلمت في الإسلام تثير الأحزان والآلام وكيف لا وقد ذكر بعض المفسرين لقوله تعالى "او لم يروا أنا نأت الأرض ننقصها من أطرافها" فنقصانها موت علمائها و فقهائها و فضلائها و أهل الخير منها و لقد قال في ذلك أحد الحكماء " الأرض تحيا إذا ما عاش عالمها متى يمت عالم منها يمت طرف كالأرض تحيا إذا ما الغيث حل بها فإن أبى عاد في أكنافها التلف. نعم فهم من بين محارب للطغيان و نشر للعرفان ولقد اشتهر من هؤلاء العلماء العاملين شيخنا و أستاذنا و مرشدنا فقيدنا الشيخ سي عامر محفوظي لقد كان الشيخ أبا للشباب و أخا للكهول و صديقا للشيوخ و بهذه الميزة التي خصه الله بها اكتسب محبة لا تتضاهى وذكريات لا تتناهى وما هي إلا سنة محمدية يطيب ثناها لتجعل قبره روضة من رياض الجنة يراها وخلودا في جنة الفردوس مع الذين أنعم الله عليهم بسكناها أيها العالم النحرير يبكيك الفقه بجميع مذاهبه و تبكيك السيرة النبوية ويبكيك السائل المسكين والأرملة واليتيم ولا أقول يبكيك شعبك الجلفاوي بل يبكيك الشعب الجزائري. لقد استدعيت للمؤتمرات الإسلامية والندوات الوطنية و المجتمعات القرآنية. ولقد كان الشيخ معلما نصوحا ومربيا صالحا وأديبا متواضعا وحليما متسامحا و فقيها مطّلعا لم يقنّط عباد الله من رحمة الله ولم يؤمنهم من مكر الله ولم يؤيّسهم من روح الله و لم يدع القرآن رغبة عنه إلى ما سواه لقد فقدت الديار الجلفاوية في هذا الرجل الصالح صرحا شامخا من صروح العلم وعلما من أعلام الشريعة الإسلامية و إماما من أئمة الهدى صخر حياته لنشر تعاليم الدين الحنيف ولتنشئة أجيال من حفظة القرآن الكريم وطلبة العلوم الشرعية لقد غرس في قلوب شعبه وأتباعه محبة الله ورسوله بالحكمة والموعظة الحسنة وإني لأقول إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا عز وجل و نسأل الله تعالى أن يتغمد الإمام الجليل برحمته الواسعة ويتقبله فيمن عنده من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا. " يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وادخلي جنتي" صدق الله العظيم 26 جمادى الأول 1430 الموافق لي 21 ماي 2009 الشيخ الإمام شحطة مصطفى