واصلت حكومة جنوب السودان تفجيرها للأوضاع مع حكومة الخرطوم رغم ظهور بوادر تهدئة بينهما في الفترة الأخيرة· فقد أعلنت القوّات المسلّحة السودانية أنها رصدت استعدادات للحركة الشعبية للهجوم على عدّة مواقع في جنوب كردفان، وأن ذلك يتمّ بدعم مباشر ورعاية وقيادة حكومة جوبا، وفقًا لوكالة أنباء الشرق الأوسط· وحسب بيان للجيش فإن (القوّات السودانية ترصد بكلّ دقّة على الحدود مع دولة جنوب السودان، ما يؤكّد أن الحركة الشعبية وبدعم مباشر ورعاية وقيادة حكومة جوبا قد خطّطت للهجوم على عدّة مواقع في جنوب كردفان)· وأضاف البيان: (تأكّد لنا بما لا يدع مجالاً للشكّ أن القوّات التي تمّ حشدُها لهذا العدوان قد اكتمل إعدادُها، ومن المتوّقع أن يبدأ العدوان خلال اليومين القادمين)· ويلتقي الرئيس السوداني عمر البشير مع رئيس حكومة الجنوب ميارديت سيلفاكير قريبًا لبحث المشاكل العالقة بينهما· وقالت وزيرة الدولة في وزارة الإعلام السودانية سناء حمد إن التحضير الفنّي لقمّة جوبا سيبدأ فورًا· وأكّد الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي أن جوبا ستحتضن القمّة التي قالت الناطقة باسم الخارجية السودانية العبيد مروة إنها ستعقد خلال الأسبوعين القادمين· وستكون الزيارة الأولى للبشير إلى دولة جنوب السودان الفتية التي انفصلت عن السودان الأم في جويلية الماضي· ومنذ الانفصال خيَّم التوتّر على علاقات البلدين اللذين يتّهمان بعضهما بدعم الجماعات المسلّحة في أراضيهما ولم يسويا ملفات عالقة كالحدود (التي اتّفق الطرفان على ترسيمها الشهر الماضي باستثناء خمس مناطق متنازع عليها) وتقاسم عائدات النّفط وملفات المواطنة· وفشلت مفاوضات جديدة بدأت قبل أسبوع في أديس أبابا وتوسط فيها الاتحاد الإفريقي في حسم هذه القضايا· لكن السودان وجنوب السودان توصّلا مع ذلك في العاصمة الإثيوبية إلى اتّفاق إطاري يشمل عددًا من الملفات ووقعه رئيسا وفديهما باقان أموم وإدريس عبد القادر· ونص الاتّفاق على ترتيب أوضاع مواطني البلدين ووضع أسس إجرائية لترسيم الحدود وقواعد جديدة للتفاوض على النّفط الذي علّق جنوب السودان إنتاجه قبل أسابيع احتجاجًا على استيلاء الخرطوم على كمّيات منه، اعتبرتها ثمنًا لرسوم سابقة لم تدفعها جوبا· وقد اتّفق السودان وجنوب السودان على حرّية حركة وإقامة رعاياهما وحرّية النشاط الاقتصادي والتملّك·