تظاهر نحو 10 آلاف سلفي تونسي الأحد في وسط العاصمة تونس للمطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية وبإقامة دولة الخلافة· يأتي ذلك في حين نظم أكثر من خمسين حزبا سياسيا تونسيا تجمعا لمناهضة التحالف الحاكم بزعامة حزب حركة النهضة الإسلامي· وهتف المتظاهرون -الذين قدر ضابط في الشرطة عددهم بما بين ثمانية آلاف وعشرة آلاف- قائلين (الشعب يريد دولة إسلامية)، و(الشعب يريد الشريعة الإسلامية)، كما ردد البعض (الشعب يريد الخلافة)· ورفعوا مصاحف وأعلاما سوداء كتبت عليها كلمة الشهادة، ولافتات كتب عليها (لماذا الخوف من الإسلام؟ القرآن أمان)، و(كفانا علمانية·· نريد شريعة إسلامية)· وأدان المتظاهرون ما سموها (الجريمة غير المقبولة) و(العمل الاستفزازي) المتمثل في الإساءة إلى المصحف الشريف وبعض المساجد في عدد من الحوادث في تونس الأسبوع الماضي· وكان قد عُثر على مصاحف ممزقة في عدة مساجد في بن قردان القريبة من الحدود مع ليبيا، وعلى بيض ألقي على جدران مساجد، في وقت سابق من هذا الشهر· وفي تونس العاصمة رُسمت نجمة الملك داود على جدران جامع الفتح الذي تنطلق منه عادة مظاهراتُ السلفيين· وتقود حركة النهضة ذات المرجعية الإسلامية الحكومة مع حزبين علمانيين هما المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل من أجل العمل والحريات· وتأتي هذه المظاهرة بعد مرور أقل من 24 ساعة على اجتماع شعبي نظمته أحزاب علمانية في مدينة المنستير الساحلية لرص صفوف المعارضة ومواجهة التحالف الحاكم بزعامة حزب النهضة· وشارك في التجمع -الذي نظم بمبادرة من الجمعية الوطنية للفكر البورقيبي التي تضم حوالي 525 جمعية تونسية- رئيس الوزراء السابق الباجي قايد السبسي الذي تولى رئاسة الحكومة الانتقالية الثانية بعد فرار الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 14 جانفي 2010 طوال عشرة أشهر· وفي خطاب له أمام آلاف الأشخاص، دعا قائد السبسي إلى تنظيم استفتاء (في حال الضرورة لحسم مسألة تطبيق الشريعة كمصدر رئيسي للتشريع في الدستور المقبل)، وهي المسألة التي تثير خلافاً حادا بين الإسلاميين والليبراليين· وأضاف (اتفقنا عند نقل السلطة على أن صياغة الدستور وتنظيم الانتخابات المقبلة يجب أن يجريا خلال مهلة سنة، لكننا نلاحظ مع الأسف أن الحكومة ليست في عجلة للوفاء بوعودها بعد أربعة أشهر من توليها السلطة)· وقال الناطق باسم الجمعية الوطنية للفكر البورقيبي قاسم مخلوف لوكالة الأنباء الفرنسية إن هذا اللقاء الذي يعقد تحت شعار (بدعوة من الأمة)، هو (مناسبة لجمع الأحزاب السياسية وممثلي المجتمع المدني الذين يدعمون الفكر الإصلاحي البورقيبي والمتمسكين بقيم الاعتدال والتسامح)· يشار إلى أن الساحة السياسية التونسية تشهد خلال الأيام الأخيرة جدلا حادا بين الأحزاب السياسية، حيث تحاول المعارضة توحيد صفوفها في تحالف واسع (لمواجهة صعود الإسلاميين الذين يطالبون بتطبيق الشريعة)· وقد أعلنت تشكيلات سياسية ليبرالية ويسارية مشروعا للدمج بينها، منها حزب التجديد وحزب العمل التونسي، فيما دخلت أحزاب أخرى من الحركات التي تصف نفسها بالتقدمية والوسطية المراحل الأخيرة من الاندماج مثل الحزب الديمقراطي التقدمي والحزب الجمهوري· كما دعا أيضا الحزب القومي التونسي -الذي يضم 11 تشكيلا سياسيا تآلفت بعد ثورة 14 جانفي 2010- إلى تحالف الأحزاب (الدستورية) التي تقول إنها تسير على خط الزعيم العلماني الراحل الحبيب بورقيبة·