تظاهر الجمعة آلاف التونسيين الذين ينتمون إلى تيارات إسلامية مختلفة للمطالبة بإدراج الشريعة الإسلامية كمصدر أساسي للتشريع في الدستور التونسي الجديد· وتجمَّع نحو خمسة آلاف تونسي أمام المجلس الوطني التأسيسي رافعين شعارات تطالب نواب المجلس التأسيسي باعتماد الشريعة الإسلامية· وهتف المشاركون في هذه التظاهرة الذين لوَّحوا بالمصاحف بشعارات منها (الشعب يريد تطبيق الشريعة)، و(قرآننا دستورنا)، و(الشريعة منهاج الإنسانية الأمثل)، و(رغم النار والحديد على الشريعة لن نحيد)، و(الشعب يريد تطبيق شرع الله)، و(الشعب مسلم ولا يستسلم)· ودعا إلى هذه التظاهرة التي أطلق عليها اسم (جمعة نصرة الشريعة) الجبهة الوطنية للجمعيات الإسلامية التونسية التي تتألف من 40 جمعية إسلامية، حيث شارك فيها أنصارُ التيار السلفي، وحركة النهضة الإسلامية· وجرت هذه التظاهرة فيما يعكف مندوبو الجمعية على صياغة الدستور، وتثير مطالبة الإسلاميين باعتبار الشريعة (مصدرًا أساسيًّا للتشريع) جدلاً حادًّا داخل الجمعية التي انتخبت في نهاية أكتوبر ويهيمن عليها حزبُ النهضة· وتطور هذا الجدل في أعقاب إعلان عدد من نواب حركة النهضة الإسلامية في المجلس التأسيسي أن الدستور التونسي الجديد (يجب أن يستند إلى المبادئ الإسلامية من أجل ضمان الجمع بين هوية الشعب والقوانين التي تحكمه)· واعتبر الصحبي عتيق رئيس كتلة حركة النهضة الإسلامية في المجلس التأسيسي أن (فكرة الفصل بين السياسة والدين غريبة عن الإسلام، وأن الدستور يجب أن يؤكد مجددًا الانتماء العربي المسلم لتونس، وألا يتضمن فقرات مخالفة للقرآن)، حسبما نقلت يونايتد برس انترناشونال·