استيقظت العاصمة أول أمس الأحد على وقع احتجاجات مختلفة مست العديد من المناطق، فما بين السكن والعمل والإدماج وتنفيذ الوعود المكررة من المسؤولين والسلطات اتفق سكان العاصمة على الخروج إلى الشارع لإسماع أصواتهم للسلطات العليا· شهدت العاصمة يوما مشحونا يوم الأحد، فلم يكن عاديا بسبب سلسلة الاحتجاجات التي نظمها سكان العاصمة احتجاجا على الظلم الذي يعيشونه على مختلف الأصعدة، المتضررون من انزلاق التربة في بوزريعة يعتصمون ففي بوزريعة وبالضبط أمام مقر البلدية تجمعت 40 عائلة ممن تضرروا من انزلاق التربة الذي وقع بحي باسكال خلال الأيام الماضية وتسبب في موت امرأة وطفلها، فيما قامت السلطات المحلية بإجلاء 40 عائلة من هذا الموقع القصديري بعد أن تهدمت بيوتها بصفة شبه كلية، حيث باتت ليلتين داخل مدرسة ابتدائية بالمنطقة، ثم قامت مصالح الأمن بإخراجها إلى العراء، وما بين العراء الإجباري المفروض عليها بسبب تهدم مساكنها وما بين تهميش السلطات المحلية التي غابت عن الأمر وتناست وعود التكفل بها، تعيش هذه العائلات جحيما حقيقيا، فحسب إحدى العائلات التي تحدثنا إليها والتي تقطن في بيت قصديري منذ أكثر من 20 سنة دون الاستفادة من أي سكن، فإن العائلات على وقع الصدمة خاصة بعد انهيار بيوتها بسبب انزلاق أجزاء من جبل بوعوينة وعدم التكفل بها وطردها للشارع بدون أي رحمة، فنتج عن هذا تشتت العائلات وتعرضها لعدة أمراض مزمنة نتيجة الهلع والخوف من الموت تحت الأنقاض في بيوتها أو في العراء، ولهذا فإن العائلات احتجت أمام مقر بلدية بوزريعة يوم الأحد، إلا أن البلدية لا حول لها ولا قوة فالأمر كله ما بين الدائرة ومصالح الولاية، فالبلدية أرسلت ملفات العائلات المتضررة التي تحتاج التكفل الفوري بها عن طريق ترحيلها وإيوائها بعيدا عن الشارع، فهذه العائلات تتعجب من سعي السلطات المحلية إلى حثهم على الانتخاب، في حين أنهم لم يحصلوا على حقهم الطبيعي في السكن، بل يتعرضون للطرد والرمي إلى الشارع، فالسكان يطالبون بإيوائهم في أقرب وقت أي قبل إجراء الانتخابات، فالأمر يزداد تفاقما كل يوم خاصة على الأطفال والمصابين بأمراض مزمنة الذين منهم من لم يتحمل الشارع والمكوث في بيوت متهدمة فكانت المستشفى قبلتهم الأخيرة·· احتجاج المهددين بالطرد من سفارة فرنسا بعين الله وغير بعيد عن بوزريعة وفي أعالي العاصمة وبالضبط في عين الله بدالي إبراهيم، تتواصل مأساة حوالي 70 عائلة بعين الله والتي يتهددها قرار الطرد من السكنات الوظيفية، فلقد عادت قوات الأمن مصحوبة بالمحضر القضائي لتنفيذ قرار الطرد في حق 4 عائلات هذه المرة، رغم أن القرار صادر في حق 42 عائلة، فالمعنيون متخوفون من ردة فعل العائلات العنيفة لذلك فإن التنفيذ يأتي متقطعا، ففي المرة الماضية لم تستطع تنفيذ القرار بسبب حالة الغليان التي أصابت سكان هذه العمارات وبسبب إجراءات أخرى عرقلت التنفيذ، إلا أن الوضع يوم الأحد كان أصعب فلقد هدد أحد الشباب بالانتحار ورمي نفسه من إحدى العمارات، وأصيبت بعض النساء بالدوار من شدة الصياح والصراخ وحالة الهلع والخوف على أبنائهم من قوات الأمن ومن الاندفاع بالغضب إلى الانتحار، فهذه العائلات التي اختارت البقاء في هذه الشقق في مقابل الاحتفاظ بعملها في السفارة وجدت نفسها وبعد سنوات طويلة في العمل بهذا المكان مهددة بالشارع لأن السفارة تريد منح الشقق إلى عمال آخرين، وهي باعتبار هدية السفارة الفرنسية لهؤلاء المواطنين في الذكرى الخمسين للاستقلال·· العاملون في عقود ما قبل التشغيل يغلقون طريق البريد المركزي وفي قلب العاصمة وعلى مستوى ساحة البريد المركزي، تجمع المئات من المتعاقدين في عقود ما قبل التشغيل، بالإضافة إلى العاملين في الشبكة الاجتماعية، مطالبين بحقهم الأزلي بالإدماج الموعودين به دون أي إجراء على أرض الواقع، ولأن الموقع حساس بوجوده في قلب العاصمة ويحوي العديد من مؤسسات الدولة الأمنية منها خاصة، فإن مصالح الأمن طوقت كل المنطقة خوفا من أعمال الشغب والعنف، أو استغلال الأمر من طرف بعض الأفراد، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية، فالمواطنون على اختلاف مناصبهم وأماكن تواجدهم ومشاكلهم بالعاصمة، يطالبون بشدة بحقوقهم البسيطة عن طريق الاحتجاج والخروج إلى الشارع بعد أن انعدمت أمامهم كل وسائل الوصول إلى المسؤولين اللاهثين في مضمار الانتخابات التي ستدخل خلال هذه الأيام عدها التنازلي···