وقد تجاوب المحتجون في غالب الحالات مع مصالح الأمن رغم الغضب العارم الذي اجتاحهم اتجاه السلطات المحلية التي ترفض حتى استقبالهم، فكان تدخل مصالح الأمن للتوسط في بعض الحالات كالمرهم الشافي ذو المفعول المؤقت على هؤلاء السكان، فلقد تمكنت مصالح الأمن في كل من احتجاج سكان البيوت القصديرية في منطقة عين زبوجة بالطقارة خلال الشهر الماضي من التوسط لدى دائرة بوزريعة لاستقبال ممثلين عن هؤلاء السكان، ونفس الحالة كانت خلال الأسبوع الماضي في احتجاج سكان عمارة بإبراهيم غرفة في باب الوادي والذين قاموا بقطع الطريق بسبب انهيار شققهم دون وجود أي تدخل من السلطات المحلية التي إما تعد بحلول غامضة أو تتهرب من استقبالهم، وهنا أيضا تدخلت مصالح الأمن بالمنطقة لأخذ موعد مع دائرة باب الوادي لاستقبال ممثلين عن هذه العائلات، ونفس الطريقة طبعت احتجاج سكان حي بيتروس ببئر توتة، الذين يعانون من عدة مشاكل في السكن وتعبيد الطريق وهي أمور جد بسيطة تلزم السلطات المحلية على تنفيذها دون المطالبة بها من طرف هؤلاء السكان الذين ملوا من سياسة التماطل الممارسة من طرف السلطات المحلية، فكان الخروج إلى الشارع خيارهم الوحيد مع اللجوء إلى قطع الطريق لإيصال ندائهم إلى مصالح الولاية، وتدخلت مصالح الأمن من أجل أخذ موعد مع دائرة بئر توتة والاستماع لمطالب السكان· وفي الاحتجاج المتواصل من طرف سكان حي كابول ببراقي كان شعارهم الأول هو إيقاف الإرهاب الإداري الممارس ضدهم من طرف السلطات المحلية خاصة مع عملية إقصائهم من قائمة السكنات الاجتماعية لأسباب تبقى مجهولة، مع اللجوء إلى إسكان ثلاث عائلات في شقة واحدة والكثير من المضايقات التي تعرضوا لها من طرف السلطات المحلية التي قامت حسبهم حتى بحجز أثاثهم كإجراء غير مفهوم الأسباب، ورغم كل الوسائل والطرق التي قاموا بها لإيصال صرختهم ومعاناتهم التي دامت أكثر من عامين إلا أن التهميش والوعود الآتية من وراء المكاتب المغلقة تبقى بعيدة عن أرض الواقع، إلا أن السكان وعبر هذه السلسلة من الاحتجاجات يؤكدون حبهم لوطنهم وعدم رغبتهم في استعمال الشغب والتخريب، إلا أنهم من جهة أخرى يتعجبون من السياسة المتبعة من السلطات المحلية اتجاه حقوقهم، وفي الوقت الذي يطالبونهم بالانتخاب عليهم فكيف يعقل أن يقوموا بالانتخاب على هؤلاء المسؤولين وأبسط حقوقهم مهضومة ومكاتب السلطات مغلقة في وجوههم ولا سبيل إلى الوصول إليهم إلا عن طريق الخروج للشارع والمرور عبر مصالح الأمن التي تتوسط لدى المسؤولين المحليين الذين يضطرون إلى استقبال ممثلين للسكان لبضع لحظات يكررون فيها وعودا يعرف السكان جيدا أنها قد لا تتحقق أبدا على أرض الواقع، فالكثير من المسؤولين مروا إلى مكاتبهم المغلقة عن طريق إطلاق هذه الوعود في كل مرة··