تسمع الكثير من الجزائريات عن منتجات البحر الميت، واستعمالاته الكثيرة في علاج البشرة والعناية بالجسم، وعلاج مختلف الأمراض الجلدية، والواقع أن البحر الميت يعد فعلا من المناطق السياحية العلاجية الأكثر نشاطا في العالم، ويذكر المختصون أن الأملاح الموجودة فيه تشفي كثيرا من الأمراض الجلدية مثل الصدفية والحساسيات الجلدية المتنوعة، وهنالك الكثير ممن تسمح لهم إمكانياتهم المادية، من يقومون بالسفر إلى منطقة البحر الميت، خصيصا للاستفادة من أملاحه ومنتجاته في العلاج، وأيضا للاستمتاع بمناظره الطبيعية الخلابة، التي لا يوجد نظير لها في أي مكان آخر· وتعد مياه البحر الميت أعلى كثافة وملوحة من أي بحر في العالم، وتصل ملوحته إلى عشرة أضعاف ملوحة البحار والمحيطات، كما تحتوي مياه وأملاح وطينة البحر الميت على مجموعة كبيرة من العناصر المعدنية تصل إلى 25 عنصرا، وهي نفس العناصر الموجودة في جسم الإنسان، كالمغنيسيوم، الصوديوم البوتاسيوم، الكالسيوم، البرومايد، الكبريت، الكلورايد، وتساعد أملاح البحر الميت في التخلص من العديد من الأمراض الجلدية كالصدفية والإكزيما وآلام المفاصل والروماتيزم والتشنجات العضلية والإرهاق والتعب· وقد ظهرت في الجزائر، وبالضبط ببعض نواحي العاصمة، مراكز تجميل تعتمد على أملاح ومنتجات البحر الميت، حيث تقدم لزبوناتها مختلف خدمات العناية بالبشرة والجسم انطلاقا من منتجات البحر الميت، المتكونة من الأملاح والطين والمراهم، وغير ذلك، غير أنها معروضة بأسعار مرتفعة للغاية، تتجاوز أحيانا 1700 دج، بالنسبة لكيس من الأملاح، أو من طين البحر الميت المخصص للعناية ببشرة الوجه والجسم، وهنالك منتجات أخرى للعناية بالشعر، أو لعلاج بعض الأمراض الجلدية، أسعارها مرتفعة للغاية، وتتجاوز 5000 دج، حسبما وقفت عليه (أخبار اليوم) في زيارة لأحد هذه المراكز، وذكرت إحدى الموظفات فيه أن هنالك إقبالا من طرف الجزائريات، ولكنه محصور في بعض الفئات الميسورة أو الموظفات اللواتي يشتغلن في مناصب راقية، ممن يدركن الفوائد العظيمة لمنتجات البحر الميت، وباستطاعتهن دفع تكاليفها المرتفعة مقارنة بغيرهن· ولأملاح البحر الميت مثلما هو معروف، قدرة كبيرة على شفاء الأمراض الجلدية، إضافة إلى تخفيف آلام العضلات والمفاصل وتنشيط الدورة الدموية، وأيضا في تنعيم الجلد، حيث تُستعمل في أحواض الاستحمام أو باستعمال القطن المنقوع بمحلول هذه الأملاح، ومن فوائدها كذلك، علاج بعض المشاكل الجلدية مثل الصدفية والأكزيما وحب الشباب والنمش والكلف، بالإضافة إلى إراحة الجهاز العصبي، والتخفيف من التوتر والإجهاد الناتج عن عناء العمل اليومي، وعلاج التشنجات العضلية العادية، وتلك الناتجة عن التمارين الرياضية· وتتنوع منتجات البحر الميت بين الأملاح، الطين، أنواع الصابون والأقنعة والماسكات، المستخرجة منه، وأيضا الشامبو، كما يمكن استخدام المياه العلاجية للاستشفاء من بعض أمراض المفاصل والعضلات وتشنجها وتيبُّسها، وأمراض الجهاز التنفسي، والجهاز البولي والحصى والإمساك المزمن، وبعض أمراض النساء· ويبقى ارتفاع أسعار هذه المنتجات في الجزائر، التي يتم استيرادها من منطقة البحر الميت بالأردن، العائق الوحيد الذي يقف أمام الكثير من الجزائريين، الراغبين في الاستفادة من مزايا هذه المنتجات·