أكّد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أمس بإسطنبول أن مبادرة الجامعة العربية تبقى المرجع الرئيسي لتسوية الأزمة السورية، مجدّدا موقف الجزائر الرّافض لأيّ تدخّل أجنبي أيّ نوع كان وامتنان الجزائر لمؤتمر إسطنبول الذي منح الجزائر الفرصة للتعبير عن استعدادها للعمل في ظلّ الاحترام التام للشرعية الدولية· مدلسي قال في خطابه بمناسبة المؤتمر الثاني لأصدقاء سوريا إن الجزائر حريصة على احترام القانون الدولي وهي عضو في اللّجنة الوزارية للجامعة العربية، أمّا عن سوريا فإنه (كان يتعيّن عليها أن تكون حاضرة في إسطنبول كما حضرت في تونس وذلك من أجل تجديد أملها في أن تتوصّل جميع الأطراف السورية، سواء الحاضرة اليوم بإسطنبول أو الغائبة عن العمل معا إلى إيجاد حلّ سياسي دائم يبقى من صلاحيتها وحدها)· وفي سياق متّصل، ذكر مدلسي أن الجزائر وعلى غرار أغلبية الدول (لا تأمل في أيّ تدخّل أجنبي أو تأزّم من شأنه تشجيع العنف أيّا كان مصدره)، وأضاف: (افترقنا في تونس على قناعة مشتركة هي ضرورة حلّ سياسي وعودة القوّات العسكرية إلى معسكراتها طبقا لالتزامات الحكومة السورية في نوفمبر 2011 بموجب اتّفاق مع الجامعة العربية التي تبقى مبادرتها في تسوية الأزمة السورية مرجعا محوريا بالنّسبة للجميع)، حيث أنه انعقد مؤتمر أصدقاء سوريا الأوّل يوم 24 فيفري الفارط بتونس· وذكر رئيس الديبوماسية الجزائرية أن الحكومة السورية: (أكّدت يوم 27 مارس موافقتها على اقتراحات كوفي عنان المتضمّنة ستّ نقاط)، من بينها (الوقف الفعلي) لجميع أعمال العنف المسلّح من قبل جميع الأطراف· في هذا السياق، أوضح وزير الشؤون الخارجية أن (هذا الاتّفاق الذي يجب أن يحظى بالاحترام رحّبت به المجموعة الدولية وقمّة الجامعة العربية ببغداد)، وذكر أن هذه الأخيرة وجّهت نداء للمعارضة (حتى تنضمّ تماما إلى مسعى المبعوث الخاص للأمم المتّحدة والجامعة العربية)· وفي خضّم حديثه أشار مدلسي إلى النقاط الستّ لمبادرة كوفي عنان، حيث قال إنها (تشكّل مرحلة جدّ هامّة تهدف إلى الوقف الفوري لجميع أشكال العنف وإيصال المساعدات الإنسانية، كما يجب أن توفّر شروط الحوار الشامل بين جميع الأطراف السورية)، وقال إن (خيار الحلّ السياسي النّهائي يعود إليها وذلك في إطار احترام تطلّعات الشعب السوري المشروعة واحترام سيادتها)· وفي سياق ذي صلة، أعرب مدلسي عن (امتنان الجزائر للمناسبة مؤتمر إسطنبول التي منحت لها فرصة التعبير عن (استعدادها للعمل في ظلّ الاحترام التامّ للشرعية الدولية من أجل مساعدة أشقّائنا السوريين على العودة إلى كنف الوحدة والتضامن والمصالحة)·