ذهبوا إلى مسجدٍ بمدينة آراس شمال فرنسا لأداء الصلاة، فخرجوا حاملين أحدَهم مقتولا وآخر جريحًا، إثر هجوم نفذه مجهول بحسب ما أورده تلفزيون (بي أف أم) الشريك لشبكة (سي أن أن)، نقلا عن الشرطة الفرنسية· هم مسلمون·· فلا داعي إذًا لتصديع رؤوس مواطنينا مرهفي المشاعر، وليهتم الإعلام بما هو أهم (انتخابات الرئاسة)! بعدها بيومٍ واحد، قام مجهولٌ بإطلاق الرصاص على عماد بن زعيتن (30 سنة)، وعادل شنوف (25 سنة) و(محمد لجواد (23 سنة)، وثلاثتهم ينتمون إلى فوج المظليين 17 المتمركز في مدينة مونتوبان، عاصمة منطقة تاريغارون التي تبعد حوالي 50 كيلومترا من تولوز، بحسب متحدث باسم وزارة الدفاع· هم مسلمون·· لكن التركيز على هذه النقطة الآن ليس مفيدًا بينما يتجهز ساركوزي لحملته الانتخابية التي يطمع أن تبقيه داخل الإليزي· فليخرج الرئيس بتصريحٍ يهدئ الأجواء: (عمليات الخلط ليس لها أي معنى، وأذكر هنا أن اثنين من جنودنا كانا مسلمين، على الأقل من حيث المظهر)· لفجاجة التصريح، كفى الحزب الشيوعي المسلمون عناء الرد، فأصدروا بيانا قالوا فيه: (هذا التعبير، علاوة على أنه سخيف بشكل مؤسف، ينمُّ بوضوح عن عنصرية)، ووصفوه بأنه (استفزاز غير مقبول)· وتساءل الشيوعيون: (كيف يصل الأمر برئيس الجمهورية إلى الخلط -ما لم يكن فعل ذلك متعمدا- بين العقيدة ولون البشرة؟)· كما اعتبر فريق حملة المرشح الاشتراكي فرنسوا هولاند أن ساركوزي نجح (في جملة واحدة في تلخيص مجمل الأحكام المسبقة التي يعاني منها حالياً عددٌ من الفرنسيين بتذكيرهم باستمرار بأصلهم الحقيقي أو المفترض، وبدينهم المفترض)· وأضاف البيان الذي يحمل توقيع ميري لو كور المكلفة بشؤون الهجرة أن (الجهورية لا تعترف بأي مظهر خارجي· وربما آن الأوان لكي يفعل ساركوزي ذلك، ويكف عن استخدام كلمات تثير الانقسام)· بعدها بأيامٍ، قُتِل حاخامٌ، وثلاثة أطفال، عندما فتح مسلح النار عليهم في مدخل المدرسة اليهودية بتولوز· إنهم يهودٌ·· حسنًا، حان الوقت لتتشح فرنسا بالسواد، ويصف ساركوزي، الحادث بأنه (مأساة وطنية)، ويقف الجميع دقيقة صمتٍ في جميع مدارس فرنسا، وتُرفَع حالة التأهب إلى أعلى درجاتها في المنطقة، وتبدأ حملات أمنية مكثفة لملاحقة المنفذين، بل وتُشدد الإجراءات الأمنية حول المعابد والمنشآت اليهودية في بعض مدن العالم! لكن ذلك قد لا يكفي لكسب أصوات اليمين المتطرف، والجالية اليهودية·· حسنًا، ليخرج ساركوزي شخصيًا معلِنًا حظر دخول الشيخ القرضاوي: (لقد أبلغتُ أمير قطر شخصياً أن هذا الرجل ليس مرحبًا به على أرض الجمهورية الفرنسيّة)· ثم ليتوارى _ مؤقتًا- ويخرج وزيرَا خارجية وداخلية فرنسا، آلان جوبي وكلود جيان ليعلنا في بيان مشترك أنه وفقا لطلب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فإن الحكومة الفرنسية قررت منع دخول كل من: الشيخ عكرمة صبري، والشيخ عائض بن عبد الله القرني، والدكتور صفوت حجازي، وعبد الله بصفر، إلى أراضيها! لكن لا تزال هناك أكذوبة صلعاء تتعلق بإلصاق جرائم تولوز قهرًا بمحمد مراح الذي قتلته الشرطة الفرنسية دون التحقيق معه·· حسنًا؛ فلتكبُر الكذبة حتى يصبح من المستحيل تخيُّل عدم صدقها؛ ولتقُم الشرطة الفرنسية باعتقال 20 مسلمًا في تولوز ونانت·· حتى إشعارٍ آخر!